ضمن اهتمامات جمعية الثقافة والفنون بالدمام، تكريم رموز الثقافة والفنون الذين أثروا حياتنا بفكرهم وأعمالهم المتميزة، تعتزم الجمعية بالدمام خلال الفترة المقبلة، إقامة أمسية تكريمية للأديب الشاعر محمد العلي تقديراً وعرفاناً بمشواره الأدبي العامر، وباعتباري من رفاق رحلته الفكرية والثقافية دعتني الجمعية لكتابة كلمة مختصره عنه، وأنا فعلاً من رفاقه وينطبق عليّ وعليه ما قاله أبو تمام في عليّ بن الجهم إن يكد مطرف الإخاء فإنّنا *** نغدو ونسري في إخاء تالد أو يختلف ماء الوصال فماؤنا *** عذب تحدّر من غمام واحد أو يفترق نسب يؤلّف بيننا *** أدب أقمناه مقام الوالد إن يكد: أكدى يكدي، أعطى قليلا ثمّ منع ، وفي القرآن الكريم «وأعطى قليلا وأكدى»، ومحمد العلي جمع فأوعى، ولم يكد، فهو شاعر وصحفي، وكان رئيساً لتحرير صحيفة اليوم في فترة من الفترات، وقبل ذلك كاتب تنويري، وهو يكتب عموداً في صحيفة اليوم نسيج وحده، إذ يحلق في آفاق الفكر ويؤوب منها، ويقدمها للقارئ في صورة سلسة ومبسطة، لا يستعصي عليه استيعابها، على أنّه مع ذلك شحيح في التأليف، إذ لم يجمع شعره، فيما أعرف، في ديوان، كما لم يجمع ما يكتبه في عموده في مؤلف، وحبذا لو قامت الجمعية بهذه المهمة، لتحفظ للأجيال تراث هذا الرجل العظيم.