أصبح معروفاً أن بعض رجال الأعمال في دول عربية معينة أصبحوا يمارسون الاتجاه نحو الأرباح في مواقع إما أن تكون عربية محدودة أو دولاً أجنبية.. هم بعيدون عن واقع الصراعات التي تعيشها بعض الدول العربية.. حتى إن لم تكن قد تواجدت صراعات قائمة، فإن واقع ما هو ماض؛ ومخاوف ما هو وارد في مستقبل قريب أو بعيد يعتبر الأمر موجهاً وبسرعة نحو أسواق بعيدة عن أي احتمال خوف.. ليس من الضروري التعرض لمقارنات غريبة وعجيبة بين واقع غير بعيد كثيراً بوجود الفقر السائد، بينما ينفرد آخرون بصفات تجارة وأرباح متعددة من هم في مدن حققت معظم مظاهر التقدم والتواجد عالمياً.. طبعاً كل شيء اختلف.. من كان في شبه عزلة بسبب حداثة وجوده كإنسان قرية وإنسان بداوة.. حافظ على هذه العزلة في دول خليجية ومدن صغيرة كالأردن ابتعدت عن مخاطر.. الحقيقة أننا كنا في ذلك الوقت نخاف من أي مداخل تطورات، ونحذر أيضاً من نتائج أي علاقات، لكن كفاءة الوعي لدى شخصيات قيادية تعاقبت هو الذي فرض علينا أن نشاهد حقائق ما تحولنا إليه من جزالة وعي واستقلالية قدرات تنوعت بأهميات جزالتها.. لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، ولكننا وجدنا في طرف آخر.. في مواقع أخرى أن هناك دولاً تراجعت بشكل مخيف، بل وغريب جداً.. حيث أصبحت تفتقد الكثير من القدرات والإمكانيات التي أصبحت تملكها دول فقر بداوة الماضي القريب.. هذه المقارنة.. واضحة.. ليست احتمالات أو توقعات، ولكنها أتت من تعدد مصادر أصدرتها مواقع التراجع في الحاضر عما تم فقده في الماضي.. لماذا.. هذا الكلام؟.. ما الذي نستفيده من هذه الرؤية؟.. لا نرفض أن نعين غيرنا.. فهذا واجب أخلاقي.. لكن قبل كل ذلك يجب أن نأخذ واقع قدراتنا ونوعية وعينا من التواجد في انفراد خاص إلى ضرورة التحرك لمضاعفة واقع القدرات الخليجية وطرح عربياً وعلمياً كل براهين الوعي القادرة؛ ليس على تقديم قدرة ما يريده الواقع، ولكن لابد من تقديم ما يحتاجه المستقبل من تعدد انطلاق يطور الذات من ناحية، ومع توفر ذلك يفترض أن يستفيد العالم العربي من هذا الواقع الإيجابي والمتعدد المنطلقات بما يجب أن ينطلق إليه من قدرات ذاتية وابتعاد جاد عن كل خلافات.. لمراسلة الكاتب: [email protected]