توفي هذا العام الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم (1939-2014) الذي صدر له أول مرة ديوان "مواكب الشمس" (1958) من الناصرة، وتوزّعت أعمال سميح القاسم ما بينَ الشعر والنثر والمسرحية والرواية والبحث والترجمة. طبعت معظم أعماله ما بين الناصرة وعكا وحيفا والقدس بينما طبع خارج فلسطين أول ديوان في بيروت "سقوط الأقنعة" (1969). إذ عرفت أشعاره في حناجر خليجية في الربع الأخير من القرن العشرين. الحلقة الخامسة. أنجز الأخوان رحباني وفيروز سلسلة رائعة من الأعمال تنوعت بين الصور الغنائية والأناشيد باتت في طيّ المنسي والمهجور هي من عيون الأعمال الرحبانية بين نهاية الخمسينيات وفترة الستينيات سواء في أنواعها الوصفية أو الحماسية أو الدرامية مثل الصورة الغنائية. بداية من "غرباء" (1956) وضعها شعراً هارون هاشم رشيد ثم "راجعون" (1957) التي رافقها أناشيد واحداً منها مكرس في الذاكرة الفيروزية هو أولها ذكراً "سنرجع، عند حماها، بعدنا من يقطف الكروم، بلدتي غابة جميلة"، وصورة غنائية في ذات العام "في أرض الجنات" ثم أخرى بعنوان "حصاد ورماح" (1963). ثم حين زارت فيروز القدس عام 1964 ورتلت في كنيسة القيامة تراتيل الجمعة الحزينة وأغنيات الميلاد أهدوها أهل القدس مزهرية فكتب الأخوان رحباني "القدس العتيقة" الشهيرة ب "مريت بالشوارع" وضعت في سهرة تلفزيونية "ليالي السعد" مع نشيد "أجراس العودة" (شعر سعيد عقل): "كان فيه أرض وكان في ايدين عم بتعمر تحت الشمس وتحت الريح وصار فيه بيوت وصار في شبابيك عم بتزهر صار فيه ولاد وبايديهم فيه كتاب وبليل كلو ليل سال الحقد بفيّة البيوت والايدين السودا خلعت البواب وصارت البيوت بلا صحاب.." ومن بعدها ظهرت "زهرة المدائن" (1967) وضعت في سهرة "القدس في البال" مع نشيد "خذوني إلى بيسان" وأعيد توزيع نشيد " سنرجع". وأما في عام 1969 وضعت مغناة "جسر العودة" التي اشتهر منها نشيد باسمها بالإضافة إلى لوحات عدة "أحترف الحزن والانتظار، يا جسراً خشبياً، ورجعت في المسا"، وصورة غنائية رائعة اللوحات بعنوان "الحكاية الكبيرة" عناوين لوحاتها صدرت في طبعة منفصلة عن بعضها عام 1987 مع أغنيات أخرى في شريطي كاسيت "هموم الوقت" والآخر "شط اسكندرية"، وهي "أقول لطفلتي، لا يدوم اغترابي، رجعت في المسا"، وتوجت هذه الأعمال بنشيد ساخر "سافرت القضية" (1968).