اقتحم عشرات المتطرفين اليهود أمس الأحد، المسجد الأقصى، وتجولوا في باحاته، تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال، فيما وجهت جماعات الهيكل دعوات للقيام باقتحامات واسعة اليوم الاثنين. وذكرت مصادر الأوقاف الإسلامية أن أكثر من أربعين مستوطنا ومتطرفا يهوديا اقتحموا المسجد الأقصى، فتصدى لهم المرابطون بالتكبير والتهليل، فيما حاول أحد المستوطنين أداء طقوس تلمودية بالقرب من أحد أبواب المسجد، إلا أن المرابطين تصدوا له وطردوه من المكان. ويأتي هذا الاقتحام في وقت دعت فيه ما تسمى الجماعات الاستيطانية لا سيما "نساء لأجل الهيكل" ومنظمة "هليبا" و"معهد المعبد الثالث" جمهور المستوطنين اليهود إلى المشاركة في تنفيذ ما أسمته الجزء الثاني من برنامج ما يسمى عيد الأنوار "حانوكاة"، والذي يرتكز على اقتحام المسجد الأقصى. وكانت جماعات استيطانية نظمت السبت، احتفالات خاصة بعيد الأنوار "حانوكاة"، موقدة النيران بالقرب من حائط البراق الجدار الجنوبي الغربي للمسجد الأقصى، بمشاركة عدد من قادة الاحتلال وكبار الحاخامات. من جانبه، حذر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حنا عيسى، في بيان له أمس الأحد من تبعات الدعوات التي نشرتها "منظمات الهيكل" المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى. وأشار عيسى إلى وجود عشرين منظمة يهودية تدعم فكرة إقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، وذلك في محاولات حثيثة لفرض أمر واقع جديد على المسلمين، وهو تثبيت وقت الصلاة ومكانها على غرار الحرم الإبراهيمي. وفي سياق متصل، قال عيسى إن سلطات الاحتلال "تمنع المسيحيين في هذه الأيام من الوصول إلى القدس، وتفرض شروطا مجحفة بحقهم للصلاة في كنيسة القيامة مع حلول الأعياد المجيدة، وتمنعهم من حقهم الطبيعي والمكفول في المواثيق والقوانين الدولية بالوصول إلى أماكنهم المقدسة، لممارسة شعائرهم الدينية". ودعا عيسى كافة المواطنين المسلمين والمسيحيين إلى التوافد إلى مقدساتهم وإقامة الشعائر الدينية فيها، لإحباط كافة محاولات الجماعات المتطرفة من تدنيسها.