شهدت الأيام الثقافية السعودية إقبالاً كبيراً من الجمهور الألماني، إذ حضر الفعاليات التي تقام حالياً في برلين ودشنها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، أطياف المجتمع الألماني بجميع شرائحه لمتابعة التراث وحضارة المملكة، وإبراز مكونات الإرث الثقافي، وجهود السعودية في الحفاظ عليه ورعايته والحفاظ على ديمومته أمام الأجيال المقبلة. وتضمنت الفعاليات التي نفذت وسط حضور جماهيري كبير ألواناً من الفلكلور الشعبي الذي تتميز به مناطق ومحافظات المملكة، كالمزمار والخبيتي والسيف والعزاوي والليور، مصحوبة بالرقصات التي تخص كل لون من هذه الألوان، وعرض أهم الصور من خلال معرض الصور الفوتوغرافية، التي تجسد تاريخ وعمق الأصالة السعودية في مناطقها وتراثها وتاريخها وآثارها، حاملة هوية المملكة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ومعرضاً للفنون التشكيلية الذي يقدم إبداعات الفنانين التشكيليين السعوديين بمختلف المدارس التي ينتمون إليها. وانبهر مرتادي الفعاليات بجمالية الخط العربي، الذي شارك فيه نخبة من الخطاطين السعوديين، الذين يعرضون أشكالاً وألواناً من الخط العربي للجمهور الألماني، إلى جانب معرض الحرمين الشريفين ومعرض الأزياء السعودية التراثية والحديثة، التي تنتمي لمختلف محافظات ومناطق المملكة. ولقيت الفعاليات متابعة واهتمام وسائل الإعلام الألماني، لما تمثله من تعاون وتقارب في الثقافات، التي ترسخها العلاقات المميزة بين البلدين الصديقين، واهتمام الحكومة الألمانية بهذا الحدث الثقافي المقام على أرض العاصمة برلين، انطلاقاً من العلاقة بين البلدين والشراكة الطويلة والمهمة، ليس فقط في المجال الثقافي بل على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية. فيما قال وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، في كلمة له خلال إطلاق الفعاليات: «من الشرق.. الحضارة والتاريخ والشعر والأدب والفنون، من أرض الجزيرة العربية، من المملكة العربية السعودية، بلاد الحرمين الشريفين ومنطلق الرسالة الإسلامية، التي تدعو إلى السلام والتسامح والحوار واحترام الآخر، ونبذ العنف ومحاربة الإرهاب والتطرف»، مضيفاً: «من أرض الشعر والشعراء، إمرؤ القيس وعمر بن أبي ربيعة وجرير والفرزدق وطرفة بن العبد وحمزة شحاتة وغيرهم وغيرهم.. من بلاد الفنون العربية الأصيلة وأرض الفروسية والمكونات الطبيعية المتنوعة والمناخات المختلفة والتضاريس المتكاملة جئنا هنا.. إلى الجمهورية الألمانية الاتحادية حيث معرض فرانكفورت الدولي والمتاحف المتنوعة. جئنا إلى موطن الصناعات، بلد الفكر والثقافة، أرض الشعراء والفنون والفلاسفة، أرض المفكرين، أرض بيتهوفن وغوته وغونتر غراس وإيمانويل كانت وفريدريك نيتشه.. جئنا محملين بحضارة الشرق وفنونه، بسماحة الإسلام وقيمه، بتقاليد العرب وعاداتهم التي تحث على التعاون والمحبة والكرم والوفاء. جئنا إلى بلاد قادة الفكر الإنساني وأثرت البشرية، حيث شارك الفلاسفة الألمان في تشكيل الوعي الفلسفي لدى الأمم، كما كان للموسيقى الألمانية دورها الأكبر في تنمية الذائقة الإنسانية للموسيقى، وكان الشعراء والروائيون الألمان في مقدمة الشعراء والروائيين في العالم». وأبرز وزير الثقافة والإعلام الإسهام الألمانية في الاستقرار السياسي والاقتصادي العالمي من خلال سياستها المتزنة والعقلانية، «فكان لها دور كبير في حل كثير من الصراعات الدولية بفضل ثقلها السياسي والاقتصادي والفكري». لافتاً إلى أن ذلك دفع حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى أن تمد جسور التعاون مع الحكومة الألمانية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية كافة، إذ تأتي الأيام الثقافية السعودية ضمن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين الصديقين. وأوضح خوجة أن المشاركين يتطلعون في هذه الأيام الثقافية إلى أن يقدموا صورة شفافة عن الحركة الثقافية والفنية في المملكة، «حتى يكون المواطن الألماني على معرفة ودراية بالفن والثقافة السعودية والتنوع الحضاري والإنساني والجغرافي، الذي تتميز به بلادنا، فضلاً عن الدور الذي تقوم به في نشر قيم السلام والتسامح وحوار الحضارات التي تبناها ودعمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بإنشاء مركز الملك عبدالله العالمي لحوار الحضارات». وحضر حفلة الافتتاح وزير الدولة الألماني لشؤون الثقافة شتيفين شتاينلاين وعمدة برلين كلاوس فوفرايت والأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز ومساعد وزير الخارجية الأمير خالد بن سعود بن خالد وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية ألمانيا الدكتور أسامة شبكشي ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي وكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية المكلف الدكتور عبدالعزيز بن صالح بن سلمة. وأوضح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي وكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية المكلف الدكتور عبدالعزيز بن صالح بن سلمة أن وجود الأيام الثقافية السعودية في ألمانيا كدولة أوروبية، «يعد إبرازاً للتراث الشعبي وتعزيزاً للحوار الذي تقوده المملكة نحو كل أنحاء العالم، لنشر السلام والتعاون بين الشعوب لخير الإنسانية ورسالة للعالم الخارجي عن التراث الشعبي والإرث الثقافي السعودي، المجسد للمشهد المعرفي في مجتمعنا للآخرين، وما وصلت له الثقافة في المملكة العربية السعودية من تطور، في ظل ما تلقاه من دعم ورعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حتى أصبحت إحدى العلامات البارزة في التاريخ الوطني».