يقف سوق الأحد الأسبوعي الشعبي بمحافظة المسارحة في جازان شامخاً ماضيًا بحركته التجارية الفريدة في موعده الأسبوعي الذي عرفه الأهالي منذ امد بعيد، مزدهرًا بمعروضاته العتيقة وحركة البيع والشراء الأسبوعية، ويشكّل السوق علامة بارزة في تاريخ منطقة جازان وظل على مدى عقود محافظًا على مكانته بين المولات والأسواق التجارية الحديثة، ومعززًا القيمة الاقتصادية بالمحافظة وتبدأ الحركة التجارية الدؤوبة مع ساعات الصباح الأولى كل يوم أحد، بقدوم الباعة ناصبين معروضاتهم العتيقة من المقتنيات والأواني الفخارية التي تحتل مكانًا هامًا داخل السوق، وتعرض فيه أواني المغش والحيسية والميفا وكثير من أواني الطهي والشرب الفخارية التي اشتهرت بها منطقة جازان منذ فترات قديمة. وينتشر باعة البن والهيل والبهارات في أنحاء السوق إلى جانب باعة السمن والعسل والأسماك بأنواعها، فيما تنثر النباتات العطرية من فل وكادي وبعيثران وشيح روائح زكية تزيد المكان عبقا من النسيم الأخاذ، وتستقطب الزوار من كل مكان حيث يحرصون على اقتناء تلك النباتات وخاصة عقود وعصابات الفل. كما يجد الزائر فرصة لاقتناء أنواع من الأقمشة والملبوسات الشعبية، كالمصانف وهي الإزار الشهير في منطقة جازان، إذ تصطف محلات بيع المصانف بأنواعها الهندي منها واليمني مختلفة في قيمتها من 50 حتى 300 ريال وفقًا لجودة صناعتها. ويعرض الباعة أنواعًا مختلفة من الحمام والدجاج والحجل والارانب التي تجد رواجًا لدى هواة الطيور ومربي الحمام حيث يجدون في السوق فرصة أسبوعية لاقتناء أنواع مختلفة منها، فيما تنتصب في زاوية السوق "القعادة " وهي أريكة الخشب المشهورة في جازان، ولازالت تحظى باهتمام من قبل رواد السوق ومن المشترين، فلم تزل تحتلّ مكانها الرئيس في بيوت أهالي المنطقة. ولعل ما يميز سوق الأحد هو وجود سوق كبير للمواشي بمختلف أنواعها ويعتبر اكبر سوق أسبوعي للمواشي من أسواق جازان الأسبوعية والذي انعكس بشكل إيجابي على الجانب التجاري فيها مما جعل المحافظة مورداً مهماً بين محافظات المنطقة والمناطق الأخرى من الناحية الإنتاجية والتسويق. ركن النباتات العطرية «تصوير- مرزوق الفيفي»