لم يجف بعد حبر الخبر الذي نشرته هذه الصحيفة يوم الخميس الماضي الموافق 4 رمضان 1426ه في صفحتها الأخيرة تحت عنوان «احتراق 21 راكباً في آخر حادث مروري بطاجكستان» في خبر تناقلته معظم وسائل الأنباء كونه حادثاً مأساوياً في الوقت الذي لفظ فيه «21» شخصاً كلهم سعوديون أنفاسهم في حادث مروري أقل ما يُقال عنه مأساوي معظم القتلى فيه من النساء والأطفال.. وتسبب فيه سائق أرعن سبق له كما سمعت ارتكاب حوادث مرورية مميتة واشتكى من سرعة قيادته المتهورة كثيرون.. ما ذنب هؤلاء القتلى الذين سحقهم هذا الهائج الذي لم يصب سوى بكدمات ورضوض والذين تحولت أجساد ضحاياه الناحلة إلى رماد لحمي سائل ومتفحم خلال دقائق معدودات. لقد كان حقاً حادثاً مأساوياً يصعب وصفه لمن حضروا لدرجة أن عدداً كبيراً من الضحايا تم دفنهم بالقرب من موقع الحادث في سيارتهم ولم يستطع أقاربهم حتى مجرد النظر فيما تبقى من أجسادهم لشناعة ما أصابهم. والسؤال في مثل هذه الحوادث المفجعة التي يكون فيها الاستهتار قد بلغ مداه من سائق تريلا أرعن لا يبالي بأرواح الناس ألا يصل الفتك بهذه الأرواح البريئة وازهاقها في لحظة طيش إلى القتل شبه العمد..؟! ومن قبل شخص سبق له ارتكاب حوادث مميتة ربما أطلق سراحه على اعتبار أن الحادث قضاء وقدر وأنهى إجراءات ما ترتب عليه وراح يعيث فساداً ومن يعوض أسر الضحايا عمن فقدوا من فلذات الأكباد والأحبة هذا عدا تعطيل تلك الطاقات الكبيرة من القوى البشرية الأمنية والتمريضية والإسعافية التي باشرت الحادث الأليم في سبيل إنقاذ من «32» نفساً لم يتبق منها إلا «11» نفساً تصارع الموت على أسرة المستشفيات وكيف العلاج لمثل هؤلاء المرضى من السائقين الذين لا يقيمون وزناً ولا عرفاً لأرواح البشر خاصة أن الحادث كان تهوراً واضحاً في القيادة والسرعة ولم يكن حسبما تأكد نتيجة لأي شيء آخر، أولا يُعد ذلك من باب الإفساد في الأرض وقتل الأبرياء.