ساهم التذبذب الواضح في اسعار المعدن الاصفر النفيس في التأثير الايجابي على سوق الذهب والمصوغات في محافظة الطائف مما انعكس على حركة الاقبال والذي سجل ارتفاعاً لم يسجله السوق منذ سنوات. وقد استقطبت "الرياض" اراء المختصين في هذا المجال سعياً الى وضع القارئ على حال السوق الحالي والتوقعات المستقبليه. واوضح د. حبيب تركستاني استاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز ان المؤشرات الخاصة بقياس سوق الذهب العالمي تشير الى ان هناك علاقة كبيرة بين اسعار الذهب واسعار العملة المحلية، حيث ان قيمة الدولار تتأثر او تؤثر في قيمة الذهب لذلك تسعى الدول المنتجة للنفط بتعزيز موقفها الاستثماري في مجال الذهب والفضة. فالانخفاضات المتتابعة اثرت في حركة الذهب، وكذلك تكاليف المشغولات المحلية، حيث تزيد اسعار الذهب ليس كمادة خام وإنما كمنتج نهائي في الاسواق والناجم بسبب اضافة التكاليف الإنتاجية من ناحية والتكاليف الخاصة بالاستيراد للمنتجات من الخارج. اما بالنسبة لمستقبل اسعار الذهب سيكون هناك تحسن، حيث ان الذهب اصبح هو الاستثمار الوحيد خاصة وان الاسواق غير مستقرة بسبب الأوضاع السياسية غير المستقرة في الوطن العربي. وهناك مؤثرات تحرك السوق العرض والطلب والتكاليف الخاصة بالمشغولات ومدى توفر الايدي العاملة في مجال المشغولات الذهبية ونحو ذلك كما ان انخفاض اسعار النفط يساهم في تراجع الاسعار بسبب التراجع في القوة الشرائية. ومن جهته اكد د. سالم سعيد باعجاجه وكيل كلية العلوم الادارية والمالية للتطوير والجودة انه يشهد سوق الذهب ركوداً كلياً بسبب انخفاض اسعار الذهب عالمياً ويلعب الذهب دوراً هاماً في الجوانب الاقتصادية والمالية وخاصة النقدية، لذا يعتبر الذهب ذا تأثير بالغ على التغيرات الاقتصادية الرئيسية فالذهب يمارس دوره في النظام النقدي الدولي باعتباره عملة عالمية وملاذاً استثمارياً آمناً، يتم اللجوء إليه في فترات الأزمات كالأزمة المالية العالمية، مشيراً إلى ان لهذه الانخفاضات اثرا على حركة سوق الذهب والمشغولات المحلية، حيث انخفاض سعر الذهب عالمياً سيؤدي الى انخفاض في سعر الذهب محلياً وبالنسبة لاسعار الذهب مستقبلاً يتوقف على كميات العرض والطلب، ففي حالة هناك طلب على الذهب سيرتفع بينما اذا كانت الكميات المعروضة عالمياً منخفضة سيبدأ في الارتفاع وأبان أن المتحكم الرئيسي في سعر الذهب هو الدولار الامريكي وسعر برميل النفط، فهناك علاقة عكسية بين سعر النفط وسعر الدولار، ومن هنا يمكن القول ان تأثير الدولار هو الأكثر وضوحاً على سعر الذهب فعلى المدى القصير يرتبط الدولار بسعر برميل النفط بينما على المدى المتوسط والطويل نجد ان سعر برميل النفظ هو المؤثر على سعر الذهب لارتباطه بالتضخم. من جانبه قال د. خليل عليان أستاذ الاقتصاد ومستشار التطوير والجودة بجامعة الطائف انه حدث مؤخراً مايعرف بانفجار فقاعة الذهب بهبوط سعره الى مستويات متدنية تقارب 1136 دولارا للاونصة وهو اقل مستوى يصل اليه الذهب خلال 4 سنوات وتأثير ذلك على المستوى المحلي، حيث زاد من الاقبال على شراء الذهب من قبل المواطنين والمقيمين واقبال المعتمرين والحجاج على شراء كميات كبيرة من الذهب خلال موسم الحج ومابعده. وقد انعكس انخفاض سعر الذهب عالمياً الى انخفاض سعر غرام الذهب في المملكة الى اقل مستوى منذ عدة سنوات مما زاد من اقبال المواطنين وخاصة النساء على شراء المصوغات الذهبية واقبال عدد لابأس به من المستثمرين المحليين على شراء السبائك الذهبية لغرض المتاجر وتحقيق ارباح عند ارتفاع سوق الذهب ولكن يلاحظ عدم استجابة انخفاض سوق الذهب محليا بنسبة انخفاض سوق الذهب عالميا بسبب التكلفة المرتفعة لصياغة وتشكيل الذهب في المملكة. وحول الرؤيا المستقبلية حيال اسعار الذهب هناك اتجاهان في المدى القصير خلال الثلاثة اشهر القادمة ويمكن ان ينخفض سعر وقيمة الذهب ل900 دولار للاونصة، وفي المدى المتوسط يمكن ان يصل ل1200 دولار كما يمكن ان يرتفع سعر الذهب ليصل ل1600 دولار للوقية من الذهب في المدى الطويل في العام المقبل. اما المؤثرات التي تحرك سوق الذهب فهي ارتفاع او انخفاض سعر الدولار، ففي حالة ارتفاع الدولار ينخفض الذهب بسبب توجه المستثمرين الى شراء الدولار بدل الذهب، وانخفاض اسعار النفط يقلل من سعر الذهب بسبب عدم توفر السيولة لشراء الذهب من قبل الدول المصدرة للنفط والكمية المعروضة من الذهب بالاسواق العالميه من قبل الدول الرئيسية في انتاج الذهب وهي جنوب افريقيا وروسيا يؤثر على سعر الذهب عالمياً، ومدى ارتفاع الطلب على الذهب من قبل الصين والهند والبرازيل ودول الخليج مما يرفع من اسعار الذهب مستقبلاً، في حالة زيادة الطلب واقبال البنوك المركزية على بيع أرصدتها الاحتياطية من الذهب يزيد عرض الذهب ويخفض من اسعاره والعكس صحيح في حالة شراء الذهب من قبل الصناديق السيادية وازدياد نشاط المضاربين في شراء وبيع الذهب لتخفيض ارباح سريعة يزيد من ارتفاع وانخفاض اسعار الذهب عالمياً.