حذر مستثمرون محليون في قطاع الذهب والمجوهرات من إغلاق كافة مصانع إنتاج الذهب في المملكة جراء الارتفاعات الحادة التي يشهدها المعدن الأصفر، التي أدت إلى كساد يضرب الأسواق. وأكدوا أن نحو 80% من مصانع الذهب المحلية توقفت تماماً عن الإنتاج خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مما أدى إلى تراجع حجم الإنتاج المحلي من المشغولات الذهبية بعد أن كانت المصانع المحلية توفر 85% من حجم الطلب في السوق، فيما تشهد السبائك انتعاشا بوصفها بديلا استثماريا جيدا. وقال المستثمر سامي المهنا: إن أسعار الذهب ستواصل صعودها، متوقعا وصول سعر الأونصة إلى 2000 دولار، مضيفا: أن خطر ارتفاع السعر تجاوز المتاجر ليصل إلى المصانع المحلية التي تنسحب من السوق مصنعا تلو الآخر، مؤكدا أن 80% من مصانع الذهب السعودية توقفت تماما عن الإنتاج، مما يعني تراجع حجم الإنتاج الوطني الذي يتمتع بموثوقية عالية في الأسواق المجاورة. وحول الارتفاع الحاد في الأسعار، قال المهنا: إن التوقعات تشير إلى أزمات الديون في منطقة اليورو وكذلك الديون الأميركية، إلى جانب توجه الحكومات التي تملك السيولة إلى الذهب بغية الاستثمار في المعدن، لافتا إلى وجود سرية في معلومات الاستثمارات الحكومية للكثير من الدول خاصة بعد شراء دول كامل إنتاج بعض المناجم في جنوب أفريقيا. وأوضح أن المخزون العالمي من الذهب في انخفاض، فيما يرتفع الطلب بشكل متواصل. من جانبه، قال المستثمر حسين العبدالوهاب: إن التحول الذي طال سوق الذهب المحلية بدأ منذ أن بلغ سعر الأونصة 900 دولار، إذ شهدت السوق حينها هزة غير طبيعية أدت إلى تحول العديد من تجار ومنتجي المصوغات الذهبية إلى قطاعات اقتصادية أخرى كالعقار والأسهم. وعن التأثيرات الأخرى الناجمة عن ارتفاع الأسعار، قال العبدالوهاب: إن الأسعار تجاوزت الحد القياسي، كما انخفضت الكميات المشتراة من السوق، فالمستهلك الذي يشتري كمية بمبلغ معين، بات يشتري كمية أقل وبالسعر نفسه، أو بأكثر من السعر، مما أدى إلى انخفاض رأس مال المستثمر في القطاع، موضحا أن الكثير من الناس لا يستطيعون المجازفة بالدخول برؤوس أموال طائلة في قطاع يشهد ارتفاعات متواصلة، الأمر الذي يقلص المعروض في المتاجر بشكل أكبر. لكن العبدالوهاب خالف رأي المهنا حول تراجع الإنتاج السعودي من الذهب، قائلا "إن الطاقة الإنتاجية من المصوغات الذهبية في وضع جيد، ولا تقل عن مستواها في السوقين الهندية والصينية وغيرهما". من جهته، أوضح المستثمر عبداللطيف الناصر أن التطورات التي تشهدها السوق المحلية هي تزايد الإقبال من صغار المستثمرين على السبائك لا على المصوغات. وأضاف: أن قواعد السوق تغيرت كثيرا، حيث تراجع الاستهلاك بشكل كبير، وتحسنت مستويات الاستثمار بحثا عن أسعار أفضل.