أرى الشتاء بأنه طفل يتساءل لماذا الثلج لونه أبيض، ليعلم بأنه قد نسي لونه مع برودة الحياة وقسوة الأيام نرى بأننا نحمي أنفسنا من البرد بمعاطفنا. مع أن البرد مسكون داخلنا.. ما فائدة أجسادنا دافئة وقلوبنا باردة. لماذا ننسى لوننا ونصدق انعكاس صورنا بالمرآة قبل أن نبحث عن أصحاب القلوب الدافئة فلنكن منهم، قلوبا دافئة تنبض بالحب والتسامح قلوبا يتجدد بها الإيمان قلوبا تعمل كما أمر الله عز وجل. قلوبا نادرة ولكن أصحابها موجودون.. قلوبا مهما واجهت الصعاب، والرياح الجارحة في النهاية سترى أطياف قوس المطر هذا ما ينتج عند الصبر (قلوب يملؤها الأمل والظن الجميل). القلوب الدافئة ليست ساذجة ولا أصحابها مغفلون بل هم يؤمنون بأنفسهم ويتخطون الألم ويتغلبون عليه ليحصلوا على قلب أقوى وأدفأ. ربما تكون قلوبنا ليست بين أيدينا لكن العين ترى كل شيء والضمير منبه لنا لكل ما يجري حولنا والعقل مفتاح لكل لغز يواجهنا، وتبقى النية هي الكيان الذي تسكن القلوب، ولنتعلم دوماًَ بأن الحب بالمقدار الذي نعطيه يعود إلينا، أي حب وأي رضا قد ننتظره عندما تضع أول خطواتنا في الجنة، أليس شيئا يستحق بأن نضحي بكل برد مسكون داخلنا ونتمسك بالدفء؛ شتاء بقلوب دافئة.. حقاً أتمنى أن أقابل الكثير منهم.