تلقى الشبابيون صفعة جديدة بعد التعادل مع العروبة في الجولة ال 11 من (دوري عبداللطيف جميل)، وهي النتيجة التي من شأنها أن تبعد الفريق عن المنافسة على لقب الدوري على الرغم من احتلاله المركز الثالث، وما أثار استياء الشبابيين أن فريقهم خسر سبع نقاط في آخر ثلاث مباريات إذ تعادل في مباراتين وخسر مباراة، ولم يحدث ذلك أمام فرق المقدمة بل مع الرائد والتعاون والعروبة الذين يحتلون مراكز متأخرة في سلم الترتيب، ولعل الأدهى والأمر أن الشباب ظهر بلا هوية فنية داخل الملعب وكانت الروح القتالية لدى لاعبيه غائبة بالإضافة إلى تخبطات المدرب الألماني ستامب. الشباب كانت بدايته جيدة هذا الموسم من خلال بطولة السوبر والبداية القوية في الدوري حتى مع ستامب الذي تولى المهمة مؤخراً نجح في الفوز على الهلال، إلا أن ثمة هبوطا فنيا كبيرا تعرض له الفريق منذ مباراة الرائد التي تعادل فيها، لكنه ظهر بشكل مخيب للأمال في المباراتين التي لعبهما بعد فترة التوقف مع التعاون والعروبة، ففي وقت كان الشبابيون ينتظرون عودة قوية بعد فترة التوقف في ظل المشاكل اللياقية التي كان يتحدث عنها الجهاز الفني إلا أنهم صدموا بمستويات باهتة قللت من سقف طموحاتهم هذا الموسم، صحيح أنه يعاني من غيابات عدة في صفوفه تمثلت في حسن معاذ وعبدالله شهيل والأسطاء ونايف هزازي وماجد المرشدي إلا أن الأسماء التي يمتلكها الفريق كانت قادرة على صناعة الفارق والظهور بمستويات أفضل من تلك التي فاجأت متابعي الدوري السعودي، فالروح كانت غائبة عن معظم اللاعبين وكأن تحقيق لقب الدوري هو آخر اهتماماتهم، ليس كذلك فحسب بل إن المدرب ستامب شريك في ذلك بسبب طريقة لعبه وعدم قدرته على إيجاد حلول للتعامل مع الطرق الدفاعية للخصوم كما ينبغي، ولعل الشباب سيعاني كثيراً في المرحلة المقبلة إذا ما أستمر الحال على ماهو عليه لأن الفرق ستلعب معه بذات الطريقة. الإدارة الشبابية ينتظرها عمل كبير في الفترة المقبلة لأن الفريق بحاجة لإصلاح مكامن الخلل التي لا تعتبر وليدة هذا الموسم بل هي نتيجة أخطاء إدارية منذ مواسم عدة لم يسلم منها الشباب في الموسمين الماضيين وتلقى اثرها خسائر بالأربعة وبالثلاثة من الهلال والاتحاد والشعلة والنهضة والرائد وغيرهم، ولعل أبرز الحلول المطالبة بها الإدارة "الإحلال"، فمتوسط أعمار لاعبي الشباب كبير مقارنة بالفرق الأخرى بالإضافة إلى أن هنالك أسماء أثبتت خلال المرحلة الماضية بأنها لن تضيف شيئا للفريق داخل المستطيل الأخضر، في المقابل هنالك عدد من اللاعبين الأولمبيين البارزين مع الفريق الأولمبي ويستحقون أن ينالوا فرصة الدفاع عن شعار الفريق في الفترة المقبلة، قرار كهذا يحتاج للشجاعة من الإدارة الشبابية وهي تمتلك ذلك والتاريخ يشهد بذلك في ظل وجود الأمير خالد بن سعد الذي صنع أجيالا ذهبية للشباب وللكرة السعودية، سبق وأن وُعد الشبابيون بالإحلال على حساب البطولات إلا أن تلك الوعود كانت "وهمية" ولم يشاهدها المشجع الشبابي على أرض الواقع. الشبابيون ينتظرون حلولا سريعة وأخرى على المدى البعيد لإصلاح ما يمكن إصلاحه وصناعة جيل جديد يدعم اللاعبين الموجودين حالياً، شيخ الأندية بحاجة لتدعيم صفوفه بعدد من الأسماء الأجنبية والمحلية في فترة الانتقالات الشتوية خصوصاً وأنه لم يستفد سوى من ورقتين أجنبيتين من أصل أربع إذا ما أخذنا بعين الاعتبار جلوس المدافع الأردني طارق خطاب بشكل دائم إلى جوار المدرب في دكة الاحتياط وتواضع مستوى لاعب الوسط البرازيلي رافينها الذي خيّب آمال الشبابيين بسبب تراجع مستواه عما كان عليه في الموسم الماضي. مثلما نالت إدارة الشباب الإشادات والمديح بعد تحقيق الفريق كأس السوبر والنتائج المميزة في بداية الدوري عليها أن تتقبل نقد الشبابيين وتأخذه بعين الاعتبار، صحيح أنها لم تمضِ في مهمتها سوى أشهر عدة وتحتاج للوقت لكن هذه ضريبة الأندية الكبيرة التي لا تقبل جماهيرها بغير الانتصارات والتتويج بالبطولات، الفريق بحاجة لعمل كبير ومضاعف في الأيام المقبلة إذا ما أراد الشباب المحافظة على مكانه بين الكبار. الجماهير الشبابية تثق كثيراً في الرئيس الذهبي الأمير خالد بن سعد وفي حنكته الإدارية وفي قدرته على تصحيح أوضاع الفريق وإعادته إلى المسار الصحيح، وبلا شك انها ستمنحه الوقت وستصبر على عمله شريطة أن يكون هنالك عمل واضح وخطة استراتيجية، الشباب يمر بمرحلة انتقالية وعلى الشبابيين أن يقفوا مع إدارة ناديهم ويساندوها ويبتعدوا عن الانجراف خلف الحملات التي تهدف إلى التقليل من عملها وإلى محاربتها.