المفردة من مقطعين، تلف عيون، وقد أطلقها البعض على التلفاز في بداياته. أجد نفسي من محبي الإعلام المسموع، أقصد الراديو، ولا أستغني عن سماعه يوميا بواسطة التلفاز (صوت بدون صورة) وهذا بسبب عدم رغبتي أن أكون أسيرا لأخبار وصور اللحم والدم والبارود، التي كثرتْ في السنين الأخيرة. الراديو يعطيني مجالا للتحرك والقراءة، أو عمل أشياء أخرى في المنزل. ولاحظوا أن التلفاز لم يعد له في غرفة استقبال الزائرين مكان، وهذا دليل الملل والسأم. وفي الراديو اسمع الموسيقى والتعليق والتحليل دون أن أحدق في الشاشة، وهذه أهم الميزات. وفي السنين الأخيرة جاءت محطات الأف إم Frequency Modulation – أي طريقة البث. ومن أوروبا تنطلق إذاعتان أجد شخصيا فيهما الثقافة وعدم الميل إلى طرف من أطراف الخصومة، وهما إذاعتا ال - بى بي سي وإذاعة مونت كارلو الفرنسية. ولم أفهم لماذا لم يُعطيا الفرصة في بث الإف إم في مناطق بلادنا، ولو أن الأولى تظهر في المنطقة الشرقية سحبا من البحرين التي أتاحت لراديو لندن (بي بي سي) البث منها بواسطة الإف إم. وكذلك الكويت وقطر، حتى دول الصراع أعطت لها مجالا أثيريا للبث. وقرأتُ مرة لوزير الإعلام أنه سيعمل على عدم جعل البث من الأف إم حكرا على الإذاعة السعودية ومحطة تجارية أخرى، وفهمتُ من التصريح قناعة الوزير بأن إذاعة مثل بي بي سي، في وجودها فائدة كبيرة لمن يريد أن يسمع وهو في سيارته، أو وهو في سفر بري أو غير ذلك. ثم ألم يقتنع المسؤولون في الإعلام أن الخبر يصل إلى طالبه عبر مئات الوسائل، فلماذا إذاً جعل بث الإف إم الذي يستلمه الناس في الشرقية لا يصل إلى قاعدة مستمعين في الوسطى؟ ومن مزايا ذلك البث (قصدي راديو لندن) أنه لا يوجد فيه فواصل إعلانية. الصور التي يبثها التلفاز قد أتلفت العقول وهدمت الفكر، وهذا قول يتفق عليه أغلب الباحثين. والراديو يمكن سماعه بكل وقت، أما التلفاز فمقيد بوجود كهرباء. والتلفاز شاشة وريسيفر بينما الراديو خفيف الظل. واستبدل الناس التلفاز بالإنترنت، وصمد الراديو في السيارات والمخيمات والرحلات في البر وعلى الشواطئ. لمراسلة الكاتب: [email protected]