طوال أسابيع الأمطار الماضية، والتغيرات المناخية المفاجئة،وانغمار اكثر مناطق بلادنا بالسيول الجارفة والأضرار والخسائر في الأرواح والممتلكات من مزارع وآليات وطرق، ومحاصرة محطات توليد طاقة فقد رأينا أن الإعلام المقروء هو وحده الذي تحدّ ث، وحدد وتابع مناطقيّا وجغرافيا، وتوقعات وتغطيات مهنية جيّدة يُشكر عليها. أظن أن غياب الفضائيات الحكومية ، والأهلية المدعومة غير مبرر ولا مقبول، وأخص إذاعة ال (إف إم) صاحبة الامتياز الحصري للبث الأثيري بالراديو. والتي تحتل مكانة معروفة ومشهورة بين جمهور المستمعين في بلادنا يجعل عتبنا عليها كبيرا. والتغطية الإذاعية لمواقع وتوجهات السيول أمر معروف في كل بلاد العالم. وهي (أي التغطية) مطلوبة عبر الراديو اكثر من ضرورتها عبر التلفاز، لأن الراديو ينتقل مع الراغب، ولا يفعل ذلك التلفاز. وتعطي الإذاعات، ذات الرسالة الإنسانية، تغطية آنية ورصدا ومتابعة شاملين وتحذيرات ونصائح على مدار الساعة. فالسيول تجرف الأشخاص والمركبات و تهدم السدود و إجلاء ،وإخلاء، ونحن نقرأ عن هذا فقط في صحافة اليوم التالي. وعندي سبب قد لا أكون دقيقا فيه. وهو أن (إم بي سي إف إم)، وهي صاحبة امتياز البث الأثيري الإذاعي الحصري داخل المملكة العربية السعودية، لها العذر في القول إن طواقمها الإذاعية ومراسليها ومخرجيها من جنسيات غير سعودية (مذيعين ومذيعات)، وقد يتعبون في معرفة الأماكن وتحديدها نطقا وجغرافية. فمن أين لمذيع أو مراسل عاش وتعلم في لبنان مثلا، أن يعرف نطق وحدود مواقع مثل : وادي الرمّة، مركز الطرفيّه، حصانه، الجعله، نفود الثويرات، طراق قبه، عقلة الصقور، حزم الجلاميد، الضلفعه، الى آخر اسماء المواقع التي تتطلب دراية القارئ والمراسل. هذا - في رأيي - سبب من أسباب إعراض البث الهوائي (الراديو) في الإف إم وأهلها. وأقول ال.. إف إم لأنها البث المسموع السهل التناول، في المنزل والسيارة والمكتب ومضمار المشي. وكنّا نتوقع منها الكثير. ولو كان الموضوع يتعلق بمناسبة غناء أو مهرجان لركض المراسلون لتغطية "الحدث" وكأن السيول ليست "حدثاً".