عند سماعك موسيقى من إذاعة غربية يتردد اسم " يهودي منوهين" كأحد قادة الفرق المشهورين. وعندما أتصفح مجلة أجنبية اقتصادية يتردد اسم «روثشايلد» في أكثر من صفحة أو إعلان.. وعندما أمشي في قرية انجليزية أجد مطعماً صغيراً.. ولكنه يحمل شعار مجموعة ليون.. وعندما أدخل مخزناً كبيراً في لندن أجد منتجات «سنت مايكل».. وعندما أسمع النشرة الرياضية في إحدى الإذاعات الانجليزية يطرق أسماعي - وبالقوة - اسم الفريق الإسرائيلي لتنس الطاولة (حتى لو لم يكن فائزا). وعندما أسمع عالم الزراعة من إذاعة ال بي بي سي أسمع مقابلة مع مزارع إسرائيلي عن نوع جديد من الانتاج الزراعي أو وسيلة جديدة من وسائل الخدمة الزراعية وعندما لا أسمع شيئاً.. أسمع هاجساً يقول: «وهذا هو السبب الذي جعل إسرائيل الدولة الوحيدة من بين دول الشرق الأوسط التي لا يوجد بها وزارة إعلام ولا وزير معلومات.. يشتهر اليهود بتدبرهم أمورهم المالية فهم لا ينفقون ميزانيات كبيرة من أجل الإعلام.. ويعتمدون على استغلال الحدث بدلاً من ذلك فإعلامهم يأتي مجاناً ودون مقابل.. ثم إنهم يرون في القناعة الشعبية وسيلة أحسن في اكتساب رجل الشارع.. والاقتصادي والرياضي والموسيقي ومن هؤلاء يتكون المجتمع الذي يوصف ب «النخبة» أو «الصفوة».. عمق المنهج - في رأيي - أحسن بكثير من الصرف على الماديات مثل الأشرطة المرئية والمسموعة التي لا هدف لها سوى الحصول على أرقام من الكسب المادي لمستورديها ومنتجيها وصانعيها.. شركات الإنتاج الإعلامي في العالم العربي لا جوهر لها على الإطلاق.. فهي تنتج أشياء للمشاهدة والسماع فقط أو للمتعة في بعض الأحيان. وترون المحطات الفضائية العربية تجتهد في تغطية قساوة التعامل الإسرائيلي مع عرب 48 ، وخشونة التعامل على الحواجز وتعذيب السجناء وقتل الشيوخ والأطفال لكنها تبثها إلى المشاهد العربي الذي لا يحتاج إلى من يقول له إن الظلم واقع على شعب فلسطين منذ أمد ، ولا تحتاج إلى إثبات بالصور والفيديو. قصدي كان يجب أن توجه تلك إلى شعوب أوروبا وآسيا والأمريكيتين بلغاتهم. أرى أن الإعلام العربي وشركات الإنتاج الإعلامي بحاجة إلى مداخل جدية من أجل محاربة الإعلام الصهيوني إن كانا يريدان ذلك.. البث العربي الفضائي يكفيه قناعة جمهوره بمسلسلاته..!