اظهر استطلاعان للرأي نشرت نتائجهما في إسرائيل أمس أن أحزاب اليمين ستحصد النسبة الاكبر من اصوات الجمهور، وبالتالي مقاعد الكنيست، في الانتخابات المبكرة التي تقرر إجراؤها في 17 آذار- مارس المقبل، بعدما تفاقم الخلاف داخل الائتلاف الحالي لحكومة بنيامين نتنياهو. ووفق الاستطلاعين اللذين نشرت نتائجهما امس الجمعة صحيفتا "معاريف" و "إسرائيل اليوم" العبريتين، فإن حزب "الليكود" برئاسة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو سيتصدر في الانتخابات المقبلة قائمة الأحزاب، حيث سيحصل على 21-22 مقعداً في الكنيست، يليه حزب "البيت اليهودي" اليميني برئاسة وزير الاقتصاد نفتالي بينيت، حيث يتوقع ان يحصل على 16 - 18 مقعداً، وحزب "العمل" المعارض 12- 14 مقعدا. وأظهرت نتائج الاستطلاعين أيضاً ان الحزب الجديد الذي شكله الوزير الليكودي السابق موشيه كحلون لخوض انتخابات "الكنيست" ال 20 في آذار المقبل، يحظى بشعبية وقبول لدى الجمهور الإسرائيلي، حيث من المتوقع أن يحصل على ما بين 11 - 13 مقعداً في الكنيست. واشار الاستطلاع الذي نشرته صحيفة "معاريف" الى تدني شعبية نتنياهو الشخصية عما يحظى به كحلون وكذلك الوزير الليكودي السابق غدعون ساعر المنسحب حديثا من الحلبة السياسية والذي تردد أخيراً أنه قد يعود إليها قريباً. من جانبه، قال المحلل العسكري صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل في مقال له امس إن الحرب الأخيرة على قطاع غزة، أدت إلى تآكل صورة نتنياهو التي سعى دائماً الى تسويقها باعتباره "رجل الأمن القوي وأنه الوحيد الذي سينقذ الشعب اليهودي من محرقة جديدة ترتكبها إيران النووية. ولفت هارئيل الى ان نتنياهو فاز في الانتخابات الماضية، رغم أنها جرت بعد الاحتجاجات الاجتماعية ضد سياسته الاقتصادية خصوصاً، إلا أن فوزه فسر في إسرائيل على أنه كان نتيجة "لاستمرار الهدوء الأمني النسبي في إسرائيل". وأضاف: "الصورة هذه المرة أكثر إشكالية. والاهتزاز الكبير حدث في الصيف: 51 يوماً من تبادل الضربات مع حماس من دون الحسم. والرشقات الصاروخية من غزة جعلت نصف سكان الدولة يهرعون إلى الملاجئ، فيما إطلاق عفوي لصواريخ كاتيوشا من الحدود مع سورية ولبنان وسيناء، أثارت توتر السكان في الجبهات الأخرى". وخلص هارئيل الى القول: "الحرب ضد حماس كشفت الفجوة بين تصريحات نتنياهو الواثقة وبين الصعوبات في أدائه في العالم الحقيقي.. والآن، وإزاء فقدان الأمن في القدس وموجة عمليات الطعن والدهس في الضفة، وغالبيتها نفذها مستقلون، فإن نتنياهو وأذرع الأمن لا زالوا يبحثون عن ردود".