يبحث المنتخب الألماني الأول لكرة القدم عن الثأر من نظيره الإسباني الذي هزمه في نهائي كأس أمم أوروبا 2008 بهدف فرناندو توريس، وذلك عند لقائه به اليوم في الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم على ملعب موزيس مابيدا بجنوب إفريقيا. وطرأت تغييرات عدة على تشكيلة المنتخب الألماني منذ مباراته الأخيرة مع خصمه في مواجهة الليلة، بتواجد لاعب الوسط المتألق مسعود أوزيل ذي الأصول التركية، وسامي خضيرة التونسي الأصل، والظهير الأيسر بواتينج بالإضافة إلى الحارس نوير وجميعهم لم يكونوا متواجدين في بطولة «اليورو» الأخيرة التي صعدت ألمانيا للمباراة النهائية فيها. وعلى الجهة المقابلة حافظ المنتخب الإسباني على ذات الأسماء التي جعلته بطلا لأوروبا للمرة الثانية في تاريخه باستثناء الطاقم الفني الذي تغير وأصبح يترأسه فيسنتي ديل بوسكي عوضا عن لويس اراجونيس، بالإضافة إلى تغييرين فقط على صعيد التشكيلة الأساسية بإقحام جيرارد بيكيه وبوكويتس عوضا عن مارتشينا وماركوس سينا. ويملك الألمان خبرة واسعة في البطولة التي حققوا لقبها في ثلاث مناسبات كان آخرها في عام 1990، بخلاف إسبانيا التي كان أكبر إنجاز لها في «المونديال» هو الحصول على المركز الرابع قبل 60 عاما. ومر المنتخبان بمراحل عدة قبل وصولهم إلى الدور نصف النهائي، حيث وقع المنتخب الألماني في المجموعة الرابعة إلى جانب أستراليا وغانا وصربيا واستطاع التأهل أولا، ليواجه في الدور ثمن النهائي إنجلترا ويتغلب عليها بأربعة أهداف لهدف، قبل أن يكرر رباعيته وهذه المرة جاءت دون أن تستقبل شباكه أي هدف أمام الأرجنتين. وفي المقابل وقعت إسبانيا في المجموعة الثامنة التي ضمت سويسرا وتشيلي وهندوراس، ولعبت في ثمن النهائي مع البرتغال وتغلبت عليها بهدف دون رد، قبل أن تواجه البارجواي وتفوز بذات النتيجة، ومن المفارقات أن صاحب الهدف في المباراتين كان لاعبا واحدا هو المهاجم دافيد فيا. وسيكون الأخير في منافسة من نوع آخر مع المهاجم الألماني ميروسلاف كلوزة، حيث يملك في رصيده خمسة أهداف بفارق هدف وحيد عن كلوزة الطامح في الحصول على لقب هداف البطولة للمرة الثانية في مسيرته بعد أن حققها في عام 2006. ويعتمد المنتخب الألماني على قوة وسطه، السبب الرئيس في تألقه طيلة مجريات البطولة، حيث يقوم لاعبو الخط المكون من مسعود أوزيل وباستيان شفاينشتايجر وسامي خضيرة بدورين مختلفين، الأول مساعدة خط الدفاع الذي توقع الخبراء أن يكون نقطة الضعف الأبرز، مع عدم إهمال المساندة الهجومية للاعبين كلوزة وبودولسكي. ولا يختلف المنتخب الإسباني كثيرا عن منافسه، حيث تعد منطقة الوسط الأقوى بالنسبة إليه، بتواجد نجوم على مستوى عال مثل تشافي الونسو وتشافي هيرناندز واندرييس انيستا، بالإضافة إلى بوسكويتس الذي لا يزال لديه الوقت لتطوير مستواه وتقديم مستوى مقارب مما يقدمه الثلاثي الذي يرافقه. ورغم ذلك يعتمد المدرب ديل بوسكي على بوسكويتس، مع الإبقاء على قائد فريق آرسنال سيسك فابريجاس بمقاعد البدلاء، مؤكدا أن «الأول لديه القدرة في التأقلم مع بقية زملائه بصورة أكبر من فابريجاس». وعلى صعيد استعدادات المنتخبين للقاء، لم تكن التدريبات الأخيرة ل«الماكينات» مطمئنة؛ نظرا إلى تغيب عدد من اللاعبين عن مران أمس الأول، على عكس إسبانيا التي تدربت دون أدنى نقص. ويلعب المنتخب الألماني اللقاء وهو يفتقد لخدمات لاعبه مولر الذي حمل القميص رقم 13 خلفا للقائد مايكل بالاك المبعد عن البطولة بسبب إصابته بالكاحل، بسبب عقوبته الأخيرة بعد حصوله على البطاقة الصفراء الثانية خلال اللقاء الأخير مع الأرجنتين. ومن المفارقات الغريبة في مواجهة المنتخبين أن الملعب الذي يحتظن اللقاء «موزيس مابيدا» صممه مهندس ألمانيا وشهد أيضا الفوز الأول ل«الماكينات» على أستراليا بأربعة أهداف نظيفة، والكرة الخاصة بكأس العالم «جابولاني» هي من صنع شركة «اديداس» الألمانية، ويرغب الألمان بأن تقف تلك العوامل في صالحهم للوصول إلى النهائي وتعزيز آمالهم في تحقيق اللقب للمرة الرابعة في تاريخها .