تختتم غداً السبت مواجهات دور ال8 لمسابقة كأس العالم 2010، المقامة حالياً في جنوب إفريقيا، بلقاءين، يجمع الأول منتخب ألمانيا بنظيره الأرجنتين في تمام الساعة الخامسة عصراً، فيما يلتقي في اللقاء الثاني منتخبا إسبانيا والباراجواي في تمام الساعة 9:30 مساءً، وسيتقابل الفائزان من هذين اللقاءين في دور ال4 للمسابقة. الأرجنتين x ألمانيا تتجه الأنظار إلى ملعب "غرين بوينت" في كايب تاون؛ حيث المواجهة الثأرية بين المنتخبين الأرجنتيني والألماني، وذلك في إعادة لمباراتهما في الدور ذاته من النسخة الأخيرة في ألمانيا 2006، وقتها نجحت ألمانيا في تخطي عقبة الأرجنتين 4-2 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1، علما بأن الأرجنتين كانت البادئة بالتسجيل عبر قائدها السابق المدافع روبرتو ايالا في الدقيقة 49، قبل أن يخطف ميروسلاف كلوزه هدف التعادل في الدقيقة 80. ويتخوف الألمان، الذين سيتواجهون السبت مع ميسي وزملائه، من أن يستفيق "ليو" أمامهم في هذه المواجهة النارية، وقال لاعب وسطهم سامي خضيرة: "لا توجد هناك إمكانية على الإطلاق أن يتمكن لاعب واحد من احتوائه لمدة 90 دقيقة. سيكون على الدفاع مجهود جماعي، وعلينا أن نضع عددا من اللاعبين من أجل مراقبته". لكن أنصار المنتخب الأرجنتيني يتخوفون من خط الدفاع الذي سيواجه ماكينة هجومية ألمانية سريعة وفنانة، خصوصا مدافع بايرن ميونيخ مارتن ديميشيليس البعيد عن مستواه، الذي يرتكب أخطاء فادحة على غرار المباراة أمام كوريا الجنوبية؛ حيث تسبب في الهدف الوحيد الذي سجله المنتخب الآسيوي. وسيكون ديميشيليس في مواجهة قوة هجومية ألمانية نارية يعرفها جيدا وتعرف نقاط ضعفه جيدا أيضا، متمثلة في زملائه في بايرن ميونيخ ميروسلاف كلوزه وتوماس مولر وماريو غوميز، إلى جانب زميله السابق لوكاس بودولسكي. ويدخل الألمان المباراة بمعنويات عالية بعد فوزهم الكبير على الإنجليز الذين كانوا مرشحين لإحراز اللقب 4-1. وأبلى المنتخب الألماني بلاء حسنا حتى الآن في البطولة من خلال لعبه الجماعي والفنيات العالية للاعبيه، خصوصا صانع ألعاب فيردر بريمن مسعود أوجيل والواعدين شفاينشتايغر ومولر وبودولسكي وخضيرة. ولا يزال لوف يتذكر المواجهة الساخنة بين المنتخبين في النسخة الأخيرة للمونديال، وقال: "كانت المواجهة قوية، ولن تختلف عنها مواجهتنا السبت". وقال لوف، الذي كان مساعدا ليورغن كليسنمان في مونديال 2006: "أعتقد أن المباراة ستشهد اندفاعا قويا من المنتخبين مع هجمات مكثفة، لكنها ستكون قوية بشكل كبير. يجب أن نتفادى ارتكاب الكثير من الأخطاء ضد الأرجنتين؛ لأنها ستعاقبنا برباطة جأش كبيرة". والتقى المنتخبان 18 مرة، وكان الفوز حليف الأرجنتين 8 مرات آخرها 1-صفر في مباراة دولية ودية في 3 آذار/ مارس الماضي في ميونيخ، مقابل 5 هزائم آخرها في مونديال 2006، و5 تعادلات. والتقى المنتخبان 5 مرات في العرس العالمي، الأولى عام 1958 عندما فازت ألمانياالغربية 3-1 في دور المجموعات، والثانية عام 1966 في برمنغهام وتعادلا صفر-صفر في دور المجموعات، والثالثة في المباراة النهائية لعام 1986 وفازت الأرجنتين 3-2، وثأرت ألمانيا في نهائي 1990 بهدف اندرياس بريمه من ركلة جزاء، قبل أن تحسم المواجهة الخامسة بينهما بركلات الترجيح قبل 4 أعوام.
إسبانيا x الباراجواي سيقف دفاع منتخب الباراجواي حاجزا بين المنتخب الإسباني وبلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1950 عندما يتواجهان السبت على ملعب "ايليس بارك" في جوهانسبرج في ربع نهائي مونديال جنوب إفريقيا 2010. ويدخل "لا فوريا روخا" هذه المواجهة وهو مرشح فوق العادة للحصول من خصمه، الذي يخوض دور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه، على بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي بعد الأداء الهجومي الرائع الذي قدمه طيلة مشواره في النسخة التاسعة عشرة حتى عندما سقط في بداية حملته أمام سويسرا (صفر-1). لكن من المرجح أن يواجه رجال المدرب فيسنتي دل بوسكي مقاومة دفاعية أخرى، كما كانت حاله في المباريات الأربع السابقة، من منتخب اعتمد أسلوبا دفاعيا بقيادة مدربه الأرجنتيني خيراردو مارتينو الذي وعد بالتخلي عن اللعب المقفل لأنه يواجه منتخبا يخلف مساحات بسبب أسلوبه الهجومي البحت بقيادة ثنائي الوسط اندريس انييستا وتشافي هرنانديز والمهاجمين دافيد فيا وفرناندو توريس الباحث عن افتتاح رصيده التسجيلي في هذه المباراة وإلا سيجد نفسه على مقاعد الاحتياط لمصلحة فرناندو لورنتي الذي قدّم أداء لافتا في الدقائق الأخيرة من مباراة الدور الثاني أمام البرتغال (1-صفر) بعد أن دخل بدلا من مهاجم ليفربول الإنجليزي. ومن المؤكد أن التألق الإسباني ليس محصورا في الأداء الهجومي الشامل وحسب، بل بالمستوى الذي يقدمه خط دفاعه أيضا بقيادة كارليس بويول وجيرار بيكيه والظهيرين المميزين سيرخيو راموس وخوان كابديفيلا اللذين يقدمان مستوى مميزا جدا سواء كان دفاعيا أو بالمساهمة الهجومية عبر التوغل على الجناحين، ويضاف إليهما أداء لاعبي الوسط المحوريين تشابي الونسو وسيرخيو بوسكيتس اللذين يشكلان السد الدفاعي الأول الذي يفتك بالكرات من الخصوم ويطلق الهجمات المرتدة. وسيكون تعويل دل بوسكي على "الماكينة" التهديفية المتمثلة بفيا الذي سجل أربعة من مجموع الأهداف الخمسة التي سجلها أبطال أوروبا حتى الآن، رافعا رصيده إلى سبعة في النهائيات و42 مع المنتخب؛ ليصبح على بُعد هدفين من معادلة الرقم القياسي المسجل باسم راوول غونزاليز. واستحق أبطال أوروبا تماما بطاقتهم إلى الدور ربع النهائي؛ لأنهم سيطروا على مواجهتهم مع البرتغال، كما حال المباريات الأخرى، إلا أن الحارس ادواردو وقف سدا منيعا في وجههم قبل أن ينحني لفيا الذي تصدر ترتيب الهدافين مشاركة مع الأرجنتيني غونزالو هيغواين والسلوفاكي روبرت فيتيك الذي ودع البطولة على يد هولندا. وأكد "لا فوريا روخا" أنه تخلص من صفة المنتخب المرشح الذي يخيّب آمال مناصريه في النهاية، وأنه أصبح المنتخب القادر على الذهاب حتى النهاية كما فعل قبل عامين عندما تُوّج بكأس أوروبا للمرة الأولى منذ 1964، ويأمل أن يجدد فوزه على نظيره الباراجوياني بعد أن تغلب عليه 3-1 في الدور الأول من مونديال 2002، علما بأنهما تواجها في مناسبة أخرى في النهائيات، كانت في الدور الأول أيضا عام 1998 وتعادلا صفر-صفر، وفي مباراة ودية بعد ثلاثة أشهر من نهائيات 2002 وتعادلا أيضا 2-2. وأكد دل بوسكي، الذي ارتقى حتى الآن إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه بعد رحيل لويس أراغونيس مهندس انتصار كأس أوروبا، أن بإمكان فريقه كتابة صفحة من التاريخ. مضيفا "بعد الفوز على البرتغال سنرى هل سنكون محظوظين؟ لكن بإمكاننا كتابة صفحة من التاريخ. كنا نشعر بارتياح في هذه المباراة. كنا حذرين بخصوص التحركات الدفاعية. إذا واصلنا اللعب بالطريقة التي لعبنا بها اليوم فسيكون من الصعب الفوز علينا، لكن يجب توخي الحذر". وعن المواجهة مع الباراجواي التي احتاجت إلى ركلات الترجيح من أجل تخطي عقبة اليابان بعد تعادلهما صفر-صفر، قال دل بوسكي: "نعرف أن لديهم لاعبين رائعين في الدفاع، وكذلك في الهجوم، سيكون علينا أن نلعب بالأسلوب نفسه الذي قدمناه، وبهذه العقلية سنكون قريبين من الانتصار". أما مارتينو، مدرب الباراجواي، فقال: "إنها المرة الأولى التي تبلغ فيها الباراجواي الدور ربع النهائي، وهذا إنجاز تاريخي". وفي معرض رده على سؤال بخصوص ما إذا كانت الدموع التي أذرفها في نهاية المباراة أمام اليابان دليلا على سعادته، وأن هذا اليوم هو الأفضل في مسيرته مدربا، قال مارتينو: "بالنسبة إلى الباراجواي هذا التأهل للدور ربع النهائي يعتبر تاريخيا، وأتخيل الآن أجواء الفرحة هناك، يجب استغلال هذا النجاح. بالنسبة إليّ بلوغ ربع النهائي والتواجد بين أفضل 8 منتخبات في العالم إحساس قوي، ولكني لن أقول إنه أفضل يوم في مسيرتي التدريبية". وتابع "بعد مشاهدتي البرازيل الاثنين (ضد تشيلي)، والأرجنتين المرشحة للفوز بلقب هذه البطولة، فإننا أيضا هنا في هذا الدور. لا أقول إننا سنحرز اللقب وندخل التاريخ، لكني أعتقد أن بإمكاننا تقديم مباراة جيدة. ما يجعلني أقول هذا أننا لن نأخذ زمام المبادرة كثيرا مثلما كانت الحال أمام اليابان وسلوفاكيا ونيوزيلندا. ستكون أمامنا مساحات أكبر، وهذا قد يناسب فريقي". ولم تتلق الباراجواي سوى هدف واحد حتى الآن، وكان أمام إيطاليا حاملة اللقب (1-1)، لكنها لم تسجل أيضا سوى ثلاثة أهداف، وهو ما يقلق مدربها مارتينو الذي قال: "لا يجب أن نقسو على مهاجمينا، إذا كانوا لا يسجلون فربما السبب يعود إلى أن الكرات لا تصل إليهم بالسرعة الكافية".