قتل محمد سعيد رمضان البوطي، رجل الدين المؤيد لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، في تفجير استهدف مسجد الايمان في شمال دمشق الخميس، وفق ما افاد التلفزيون الرسمي السوري. وبث التلفزيون في شريط عاجل خبر مقتل "البوطي في التفجير الذي وقع في جامع الايمان بالمزرعة في (شمال) دمشق. وكان الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي قد مدح جيش الأسد مرارا. وكان الشيخ زاهر إحسان البعدراني - نجل خطيب جامع المرابطين بدمشق - قد حمَّل البوطي مسئولية الدماء السورية التي سفكها النظام السوري منذ بداية الثورة وحتى الآن بسبب تأييده له. وأكد البعدراني أن البوطي سقط سقوطًا مدويًّا بوقوفه مع الأسد الذي يقتل شعبه، وأحرق نفسه بهذا الموقف المتخاذل، حيث إن بقاء الأسد يعني بقاءه، ونهايته تعني نهايته أيضًا، مشيرًا إلى أن البوطي وحسون (مفتي نظام بشار) ضالان في نفسيهما، مضلان لمن حولهما. يذكر أن البوطي كان قريبا من النظام السوري منذ عهد الرئيس السابق حافظ الأسد، وما زال كذلك في عهد خلفه بشار الأسد. واتخذ البوطي موقفا معارضا للثورة السورية منذ اندلاعها وصدرت عنه فتاوى وظّفت خصيصاً لخدمة النظام، ولعل أهم تلك الفتاوى عندما قال عن المتظاهرين السوريين: "تأملت في معظمهم ووجدت أنهم لا يعرفون شيئاً اسمه صلاة، والقسم الأكبر لم يعرف جبينه السجود أبداً". ومن المواقف الشهيرة لتجاوز البوطي في حبه لحافظ الأسد كل ما هو معقول عندما قال مرة بعد وفاة باسل الأسد: "إنني أراه من هنا في الجنة جنباً إلى جنب مع الصديقين والأنبياء". وأثارت عدة فتاوى أصدرها الدكتور محمد رمضان سعيد البوطي حفيظة المتظاهرين في مدينة دير الزور، ما دعاهم إلى إحراق كتبه في جمعة "أحفاد خالد". وكان أغرب هذه الفتاوى الصادرة عن الدكتور البوطي، بحسب رأي الكثير من المحتجين، إجازته السجود على صور الرئيس السوري بشار الأسد، والتي جاءت ردا على سؤال وُجِّه له عبر موقع "نسيم الشام" من سائل من دوما يسأل عن حكم الإثم الذي لحقهم بعد إجبار الأمن لهم بالسجود على صورة بشار، وأجاب البوطي بقوله: "اعتبر صورة بشار بساطاً.. ثم اسجد فوقه". ولم يُبدِ تعاطفاً مع الثوار الذين سقط منهم مئات الشهداء والجرحى، فضلاً عن اعتقال الآلاف منهم، بل ودعا عليهم في المنابر. وفي اتصال له مع العربية، نفى الجيش السوري الحر ضلوعه في تفجيرات دمشق التي أودت بحياة ل البوطي.