يوم امس الأول زرت معرض الكتاب. كانت زيارة خاطفة وتعرُّفية. خرجت بثلاثة كتب. الكتاب الأول تفتيت العراق لمؤلفه الدكتور هيثم غالب الناهي. يطرح قضية العراق بعد الاحتلال الأمريكي وقبله بقليل. آمل أن أرى فيه ما يمكن أن يدلني على طبيعة الخراب الذي يعيشه العراق, سياسي ام تاريخي. ما تركه المحتل الأمريكي في العراق لا يختلف عما تركه في اليابان والفلبين وأفغانستان والدول التي تحتلها أمريكا. اشتريت هذا الكتاب على خلفية مراجعة له نشرت في جريدة الحياة السعودية. الكتاب الثاني مذكرات ضابط سعودي لمؤلفه عمرو العامري. سعدت بالكتاب وسعدت بفكرته. سأقرأه لأني احب قراءة المذكرات. وصلني بإهداء من مؤلفه الكريم. الكتاب الثالث بعنوان (مختلف طفل الاسبرجر مختلف ولكن ليس اقل) لمؤلفته الدكتورة هناء حجازي. قلبت الكتب الثلاثة ولكني تماديت في قراءة كتاب (مختلف) حتى بلغت الصفحة المائة والعشرين من مائتين وخمسين صفحة هي عدد صفحات الكتاب. ساعات متواصلة من القراءة دون ملل. سحبت نفسي منه بالقوة لأنام. كتاب ممتع ومؤلم وإنساني. سمعت بالكتاب من التويتر فاشتقت لقراءته. حاولت الحصول عليه قبل المعرض ولكني أخفقت. التقيت الأخت المؤلفة في معرض الكتاب اثناء حفل التوقيع. سلمت عليها ووقعت لي الكتاب مشكورة. في حدود ما قرأته يمكن القول انه كتاب الموسم بلا منازع. لكن الشيء الذي يمكن قوله أنه كتاب قائم على تجربة شخصية تتحول إلى عمل ابداعي. مذكرات ام كتب الله لها ابنا مختلفا عن بقية الأطفال. كتاب يستحق جائزة متفردة. من المعيب أن يشرك مع كتب أخرى لا تعد ولا تحصى معظمها حصلت على الجائزة من باب الأخوانية والمجاملة. لفتت هذه الجائز نظري من اول يوم سمعت بها. اول مرة نسمع أن الكتب تمنح جائزة بأثر رجعي. جائزة غريبة. في الوقت نفسه احتاج أن أكون بارعا في مادة الرياضيات لأعرف عدد الكتب التي فازت هذا العام. يبدو أن عدد الكتب التي تمنح هذه الجائزة تزداد سنويا. بناء على هذا المعدل المتصاعد أتوقع بعد أربع سنوات ستفوز كل الكتب المعروضة في معرض الكتاب, أما بعد ثماني سنوات فستفوز كل الكتب المطبوعة باللغة العربية, ولا اظن ان القائمين على الجائزة يفكرون في منح الجائزة ابعد من ثماني سنوات خشية أن تفوز الكتب المطبوعة باللغة الصينية. قمت بجولة عامة على المعرض. توقفت عند أكثر من دار. قابلت أصدقاء كثراً ووجوهاً لا حصر لها من المعارف. اشعل المعرض في قلبي الحنين للأيام الخوالي. ما اكثر وجوه الحداثيين الذين اختفوا من المشهد الإعلامي لتراهم في المعرض بسحناتهم الجديدة التي استبدلها الزمن. غير هذا كان كل شيء في مكانه الصحيح. شعرت بأني وسط تظاهرة ثقافية اصيلة. لم يحدثني احد عن تجربة احتساب او مشاكل مع الأجهزة الحكومية كالهيئة وغيرها. ارتحت لسير الأمور. لم اجد أي شيء يتصل بالشغب المعتاد. لم تقم حفلات الماضي. نقلا عن صحيفة الرياض