حظرت السلطات الصينية على المسؤولين والطلاب المسلمين في إقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية)، الصيام خلال شهر رمضان، كما منعتهم من زيارة المساجد. ونشرت العديد من المواقع الإلكترونية الحكومية لقادة الحزب الشيوعي توجيهات بتقييد النشاطات الدينية للمسلمين خلال شهر رمضان بما في ذلك الصيام وزيارة المساجد. وجاء في بيان أصدره مجلس بلدية زونغلانغ في منطقة كاشغار بمنطقة شينجيانغ أن "لجنة المقاطعة أصدرت توجيهات شاملة حول الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي خلال شهر رمضان". وأضاف البيان أنه "يُحظر على كوادر الحزب الشيوعي والموظفين (بمن فيهم المتقاعدون) والطلاب المشاركةُ في النشاطات الدينية في شهر رمضان". ودعا البيان الذي نشر على موقع حكومة شينجيانغ، قادة الحزب إلى إحضار "هدايا" هي عبارة عن طعام لزعماء القرى المحلية للتأكد من أنهم مفطرون خلال شهر رمضان. كما صدرت أوامر مشابهة حول الحد من النشاطات الرمضانية على مواقع أخرى للحكومة المحلية، حيث دعا المكتب التعليمي في مقاطعة وينسو المدارس على التأكد من عدم زيارة الطلاب للمساجد خلال شهر رمضان. في المقابل، حذر "مؤتمر الايجور العالمي" الممثل لهذه الطائفة والذي يتخذ من ألمانيا مقرا له من أن هذه السياسة ستجبر "شعب الايجور على زيادة مقاومته لحكم الصين". وأضافت ديلشات ريكسيت المتحدث باسم المؤتمر في بيان أنه "بحظر الصوم خلال شهر رمضان، فإن الصين تستخدم أساليب إدارية لإجبار شعب الايغور على تناول الطعام من أجل إجبارهم على الإفطار"، بحسب وكالة فرانس برس. و"تركستان الشرقية"، أو "أرض الأتراك"، بلد مسلم سُنّي، عقيدة أهله هي التوحيد النقي، وقد دخله الإسلام في نهاية القرن الهجري الأول على يد القائد قُتيبة بن مسلم، وتمتّع لعشرات القرون بالعيْش الكريم في كنف الإسلام، حتى احتلّته الصين في بدايات القرن الماضي بالتواطؤ مع روسيا، وأطلقت عليه اسماً صينياً هو (شينجيانغ) أو (سينكنيانج)، وتعني (المقاطعة الجديدة)، ونهبت كلّ ثرواته من البترول والغاز واليورانيوم والذهب والزنك والفحم والمعادن لصالح نهضتها الاقتصادية الحالية!. كما قطعت شوطاً طويلاً في محو هويته الإسلامية، فهجّرت إليه كثيراً من الصينيين من عِرْقية الهان، كي يطغى على العِرْق التركستاني، وأغلقت جُلّ المساجد، وقنّنت الصلاة فيها لمن تجاوزوا الخمسين من العُمْر فقط، وفرضت المناهج الدراسية التي تُهاجم الإسلام وتسخر منه، وأحرقت الكتب الدينية التي ألّفها علماء الإسلام العِظام ممّن تعود أصولهم إليه، مثل البخاري ومسلم، ومنعت مدارس تحفيظ القرآن الكريم!. ولتركستان الشرقية أهمية إستراتيجية للصين تكمن في وجود احتياطيات من النفط والغاز والفحم. وتبلغ مساحته سدس مساحة الصين ويتاخم أفغانستان وباكستان والهند ومنطقة آسيا الوسطى. وكانت مدينة أورومتشي عاصمة إقليم شينجيانج قد شهدت في يوليو 2009 مواجهات بين طائفة الهان الصينية التي تشكل غالبية السكان في الصين وأقلية الايجور التي تتركز في تركستان الشرقية، مما أسفر عن مقتل حوالي 200 شخص، فضلا عن اختفاء مئات آخرين. وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير صدر مؤخرا إن لديها أدلة جديدة على أن بكين تواصل "ترهيب" عائلات تسعى للحصول على معلومات عن أقارب مفقودين كشفوا النقاب عن انتهاكات لحقوق الإنسان أثناء وعقب الاحتجاجات التي وقعت في يوليو 2009. وقالت كاثرين بابر مديرة قسم آسيا والمحيط الهادي بالمنظمة: "الاتجاه العام حيال القمع الذي نراه في جميع أنحاء الصين واضح بشكل خاص" في شينجيانج. وأضافت قائلة: "يجب على السلطات الصينية أن تكشف عن مكان وجود هؤلاء الذين يتعرضون للاختفاء القسري وأن تنهي اضطهاد أقاربهم الذين يسعون للحصول عن معلومات عن مصيرهم". وقالت المنظمة التي مقرها لندن إن العشرات من أسر اليوجور قدموا علنا حكايات عن أقارب لهم اختفوا منذ يوليو 2009 رغم أن جميعهم يخشون أن يتعرضوا للعقاب.