مثل كثير من مسلمي الإيجور في إقليم تركستان الشرقية (شينجيانج) يأمل رجل الأعمال المسلم أنور أن تؤدي أحداث الاضطرابات الأخيرة لمزيد من اهتمام العالم بأوضاع الأقلية الإيجورية، بل أن يكون لهم نافذة على العالم. ويقول أنور في حديثه لوكالة الأنباء الفرنسية: "طوال حياتي لم يكن لدينا فرصة مثل هذه"، في إشارة إلى الاهتمام الدولي الحالي بإقليم تركستان الشرقية بعد أعنف اشتباكات شهدتها الصين منذ عقود بين مسلمي الإيجور والهان (العرق السائد في الصين) الأسبوع الماضي، والتي يؤكد المسلمون تدخل قوات الأمن فيها ضدهم لصالح الهان. ويضيف رجل الأعمال الإيجوري: "ندعو أمريكا والأمم المتحدة للمجيء هنا وتفقد الوضع بأنفسهم ومساعدتنا"، في إشارة إلى ما يعانيه مسلمو الإيجور من قيود دينية وأشكال أخرى من القمع في ظل الحكم الصيني للإقليم الذي يسكنه 8 ملايين إيجوري. وفيما يتعلق بالانتقادات الدولية حول بعض سياسات الصين تجاه الإيجور قال أنور: "نرحب بذلك، ونتمنى أن يقوم باقي العالم بوقف تجاهلنا". ويرى كثير من الإيجوريين أن الحكمة الشهيرة التي تقول: "رب ضرة نافعة" تنطبق على أوضاع الإقليم الأخيرة؛ حيث يأملون أن تكون هذه الأحداث سببا في اهتمام دولي بهم، ويقول ربيع: "قد مكنتنا الاضطرابات الأخيرة من تسليط الضوء علينا، وأن ننجح في توصيل أصواتنا للعالم". وتصدرت أنباء الإيجور عناوين الصحف بأنحاء العالم بعد احتجاجات 5 يوليو التي خرج فيها متظاهرون من عرقية الإيجور احتجاجا على ما يقولون إنه سوء تعامل الحكومة مع حادثة مقتل عاملين منهم عندما اشتبكا مع عمال من الهان في أحد المصانع بجنوب البلاد أواخر الشهر الماضي، مرددين أن الحكومة تتعامل معهم (مسلمي الإيجور) كمواطنين من الدرجة الثانية، وتسيطر على ثرواتهم، وتستهدف دينهم برغم أنهم السكان الأصليون في تركستان الشرقية. تخوف وتشويه ورغم الأمل في أن يكون لمسلمي الإيجور نافذة على العالم بعد هذه الاضطرابات، فإن الكثير من الشباب الإيجوريين يخشون من تفاقم الأوضاع في الإقليم، قائلين: إن هناك مزيدا من الأوقات العصيبة قادمة. ويشير "أكبر" -الشاب الجامعي الذي لم يسعده الحظ في أن يحصل على وظيفة ثابتة منذ 3 أعوام بسبب ما يقول إنه سياسات التمييز في الوظائف ضد الإيجور- إلى "دخول تركستان الشرقية مرحلة جديدة ستكون سيئة لفترة طويلة". ويشكو مسلمو الإيجور بجانب ما يصفونه بممارسات القمع الديني والسياسي ضدهم من تدفق المهاجرين من عرقية الهان؛ حيث يقولون إن ذلك من شأنه طمس ثقافتهم، إضافة إلى تقليل فرصهم في العمل والتعليم. ومن جانبه، أبدى درو جلادني، الخبير الآسيوي في جامعة بومونا بكاليفورنيا، تخوفه من أن تقوم السلطات الصينية بتشويه جهود العلاقات العامة التي يبذلها الإيجور في الوصول للعالم من خلال الترويج بأن الإيجور يهاجمون الهان ويستخدمون العنف ضدهم. ويرى جلادني أملا ضعيفا في مراجعة الحكومة الصينية لسياساتها ضد الإيجور التي تقول بكين إنهم يمثلون تهديدا إرهابيا خطيرا على إقليم تركستان الشرقية المطالب بالاستقلال. لكن خبراء يرون أن الحكومة الصينية تريد أن توصل للعالم الخارجي أن الصراع في تركستان الشرقية عبارة عن صراع بين مجموعتين عرقيتين حول قضايا محلية، وأنه لا يتعلق بمطلب بالاستقلال. وتقول الحكومة إن الاضطرابات الأخيرة أوقعت 184 قتيلا أغلبهم من الهان، لكن المعارضة الإيجورية المقيمة في المنفى "ربيعة قدير" تؤكد أن آلاف الأشخاص من الإيجور قتلوا. وأدانت منظمة المؤتمر الإسلامي وتركيا الاضطرابات، ووصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ما يجري في تركستان الشرقية بأنه إبادة جماعية.