تقدمت بشكواي إلى المحكمة الإدارية العليا (ديوان المظالم) بجدة بعد أن أحكمت أمانة جدة إغلاق الواجهة البحرية أمام استراحتنا على خليج أبحر الجنوبية، وأصبح في تلك المنطقة الصغيرة وحدها ثلاثة مطاعم، وثلاثة مراسِ، ومشروع سكني تقع فلله داخل البحر، حيث احتلت هذه المشاريع المتلاصقة كامل الواجهة البحرية للكورنيش العام ولم يعد بإمكان أحد الوصول إلى البحر أو حتى رؤيته في هذه المنطقة. ويمكن لأي شخص الاطلاع على ذلك بسهولة على الشبكة العنكبوتية. وهناك مشاريع أخرى قادمة على الساحل. وأتمنى أن يقوم المتضررون من أصحاب الاستراحات برفع شكاوى مماثلة، بل أتمنى أن يرفع كل متضرر شكوى وخاصة المتنزهين الذين حرموا من الانتفاع بالكورنيش العام في هذه المناطق وغيرها فالموضوع ليس خاصا بأحد بل يمس كافة سكان جدة وزوارها. وأتمنى أن يتبنى بعض المحامين هذه القضايا لمتابعتها بالشكل المطلوب. وعندما تقوم الأمانة بإلغاء حديقة في مخطط معتمد فإن من حق من تطل منازلهم على هذه الحديقة، بل من حق كل سكان الحي، أن يتقدموا بشكواهم إلى القضاء. وأتمنى أن تصدر أوامر قاطعة لوقف أي بناء على الواجهة البحرية تغنينا عن رفع الشكاوى القضائية. فليس هناك مبرر في إنشاء أي مطعم أو مبنى يحجب البحر. والواجهة البحرية تخص عددا أكبر من الناس قد يصل إلى آلاف المتنزهين وليس أصحاب الاستراحات الواقعة على الكورنيش وحدهم. وهي المتنفس الوحيد لجدة، وكل ما يمسها يمس الجميع ، بل يمس جمال المدينة كلها ويضر بسياحتها. والمفترض أن يبقى البحر للجميع لا أن تقوم الأمانة بتأجيره على المستثمرين الذين يقومون بدفنه والبناء في وسطه. حالة ساحل جدة محزنة، فأغلبه محجوب عن النظر، وتنتشر عليه الطحالب الخضراء كما تنبعث منه الروائح النتنة بسبب الكمية الهائلة من مياه الصرف الصحي التي تصب فيه. ولم يعد على طول هذا الكورنيش منطقة واحدة آمنة يمكن السباحة فيها بعيدا عن التلوث بمياه الصرف وخطر الزوارق والدبابات البحرية وما تفرزه من زيوت وملوثات. ومن حق المتنزهين الذين يرغبون في أن يلعب أطفالهم على الشاطئ في حر الصيف أن يرفعوا الدعاوى ضد الأمانة التي تحرمهم من ذلك. وأشعر بالأسى كلما رأيت الشواطئ الرملية الجميلة في كافة المصائف العالمية تغص بالمتنزهين الذين يستمتعون بالسباحة، وأتذكر ما كان عليه شاطئ جدة وما هو عليه الآن. كثير من هذه المتنزهات العالمية لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا بحماية القانون. أمانة جدة تناقض نفسها عندما تقوم بإصلاحات مكلفة في مناطق معينة على الكورنيش بينما تستمر في الوقت ذاته في إغلاق مناطق أخرى منه. والأدهى من ذلك أنها تنوي بناء جسر ضخم (هايوي) ذي ثمانية مسارات فوق خليج أبحر وهو ما سيشكل ضربة قاضية لهذا الخليج المسكين بل سيكتب نهايته كمتنزه أساسي لجدة.