في حادثة تعتبر الأولى من نوعها، ارتفعت أصوات جماهير كروية من داخل الأراضي الإيرانية بهتافات ل"الخليج العربي" بدلاً من "الخليج الفارسي" الذي غالباً ما يُسمع في الملاعب الإيرانية خاصة في المباريات التي تجمع فرقًا إيرانية بأخرى خليجية. وبث ناشطون أتراك شريط فيديو من ملعب تبريز بإقليم أذربيجان ذي الأغلبية التركية شمالي إيران تظهر فيه جماهير نادي تراختورسازي تبريز وهي تهتف قائلة: "الخليج عربي" ثم تصفق؛ الأمر الذي أغضب الكثير من الإيرانيين الفرس الذين يعتبرون التسمية الفارسية للخليج على المستويين الشعبي والحكومي من ركائز أمنهم القومي. وتوعّدت جماهير النادي من خلال دعوات نشرتها على مواقع الشبكات الاجتماعية مثل "فيسبوك" بإطلاق هتاف "الخليج العربي" في كل المباريات الدولية التي يخوضها فريقهم. ويحتل نادي تراختورسازي الترتيب الثاني في الدوري الإيراني الممتاز ويحظى بشعبية واسعة بين المواطنين الترك. ويعد الأتراك في إيران ثاني أكبر شعب في عدد الأشخاص بعد الفرس، ويليهم الكرد والعرب والبلوش ثم التركمان. وغالباً ما تشهد مباريات نادي تراختورسازي هتافات لدعم القومية الأذربيجانية، لاسيما في الفترات الأخيرة الذي اشتد فيها الوعي القومي في الإقليم ضد الهيمنة الفارسية في إيران. وخلال إحدى مباريات الدور الماضي لكرة القدم هتفت جماهير تراختورسازي ضد علي دائي الذي كان مدرباً لنادي برسبوليس في حينها وكريم باقري ولاعبين آخرين وهم من القومية التركية لأنهم "أداروا ظهورهم ضد أصلهم التركي"، حسب المشجعين القوميين. وينظر المسؤولون الإيرانيون إلى الفرق الرياضية في الأقاليم غير الفارسية بقلق كبير، خاصة عندما تمثل إيران في البطولات الآسيوية والإقليمية. وخلال مباراة سابقة لفريق جنوب الأحواز والشعب الإماراتي في الأحواز جنوبيإيران هتفت الجماهير العربية في المدينة بشعارات قومية للتأكيد على عروبة الإقليم؛ ما أدى إلى قطع البث المباشر للمباراة مرات متعددة من التلفزيون الرسمي. وفي يونيو 2004، تعرضت صحيفة ناشونال جيوغرافيك لهجوم وغضب من قبل الإيرانيين عندما أوردت، في طبعتها الثامنة من أطلس العالم، اسم "الخليج العربي" بين قوسين وبأحرف صغيرة تحت اسم "الخليج الفارسي". فقامت السلطات الإيرانية بمنع المجلة وصحافييها من دخول البلاد. وفي يونيو 2006، دفعت مجلة "ذي إكونوميست" بدورها ثمن هذا الجدل لأنها اكتفت باستعمال كلمة "الخليج" بدون أن تُقرنها بأي صفة. وفي مقابل ذلك، لم يقف العرب مكتوفي الأيدي؛ ففي يناير 2010، أقدم الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، ومقره الرياض، على إلغاء بطولة ألعاب القوى التي كانت ستستضيفها إيران في أبريل لأن الميداليات التي كان سيوزعها الإيرانيون تحمل عبارة "الخليج الفارسي". وقد سارعت السلطات الإيرانية في الردّ على هذا الإلغاء فأعلنت في فبراير 2011 أنها ستمنع كل شركة طيران أجنبية لا تستعمل عبارة "الخليج الفارسي" من دخول مجالها الجوّي. وبداية مايو 2011، أغلق الإيرانيون الجناح المصري في معرض طهران الدولي للكتاب بعد مصادرة أحد الكتب التي ذكرت اسم "الخليج العربي". وقد بلغت الأزمة ذروتها عندما وصف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في 10 مايو 2011، الإصرار على تسمية لخليج العربي ب"الخليج الفارسي" "بالضحك على التاريخ"؛ لأن "الوجود العربي على الساحل الشرقي للخليج العربي مستمر ومثبت تاريخيًا منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام بينما الوجود الفارسي هناك مستحدث ولا يعود لأكثر من الدولة الصفوية (1501 – 1736)". ومؤخرًا، واصلت إيران استفزازها للإمارات من خلال كتابة جملة (الخليج الفارسي) في أرض ملعب جزيرة "أبوموسى" الإماراتية التي تحتلها إيران. وقامت إيران بكتابة كلمة (الخليج الفارسي) في الملعب الرئيس في جزيرة أبوموسى، التي تحتلها إيران منذ سنوات، لعلمها أن الكتابة سيتم تصويرها عبر خرائط جوجل، وتظهر الكلمة جليًّا في الملعب الذي يبدو من الصور أنه في حالة مهترئة، معتبرة أن هذا يأتي في إطار سياسة الاستفزاز التي تقوم بها إيران "متابعة ورصد صحيفة الأولى ".