أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور اسامة بن عبدالله خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل فهي خير زاد السالكين وأفضل عدة السائرين الى رب العالمين وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام :" أيها المسلمون لان كان الصيام فريضة كتبها الله على أهل الأسلام كما كان فريضة على الذين من قبلهم من الأمم فان للصيام في الاسلام من الخصائص والمزايا ما جعل منه تشريعا اصلاحيا وتنظيما ربانيا رفيعا يبلغ به العبد الغاية من رضوان الله ويحظى عنده بالحسنى وزيادة ويحقق به التقوى وأوضح أن هذه الخصائص والمزايا كثيرة يأتي في الطليعة منها أنها سبب لتحقيق العبودية لله رب العالمين اذ لا امساك و لا افطار إلا على الصفة التي شرعها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وفي الزمن الذي حده فان الصائم عبد لله لا تتحقق عبوديته إلا بعبادته سبحانه وحده بما شرع ، فجماع الدين ألا يعبد إلا الله و ألا يعبد إلا بما شرع سبحانه ولن يصح للصائم صيام و لا عبادة إلا اذا وزنت بهذا الميزان الذي تقوم كفتاه على الاخلاص لله و المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم ، ولذا كان الصوم كله خضوعا للأمر الالهي فلا اكل و لا شرب ولا متعة بما حظر على الصائم بعد تبين الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر إلى غروب الشمس مهما جمحت النفس وطغت شهوة الطعام والشراب وإضاف فضيلته يقول إنه كل ما كان الصائم متجردا عن هواه منقادا لحكم الله مستسلما لقضائه وشرعه كان أصدق في العبودية وأطوع لله مبيناً أن من مزايا الصيام كذلك أنه عبادة فرضها الله على كل مسلم مكلف قادر فلم يقصر وجوبه على طبقة دون طبقة ولا فئة دون فئة بل جعله واجبا على كل من شهد منهم هلال الشهر وزاد فضيلته يقول إن من مزايا الشهر الكريم ايضا أنه سد ذرائع التعمق التي تذرع بها العرب في الجاهلية فشرع مالم يأذن به الله بالزيادة فيه نوعا او عددا ظنا منه بأنه قربة وزلفى الى الله فأحدث وابتدع فسد الشارع ذرائع التعمق ورد ما احدثه المتعمقون حين نهى عن صوم يوم الشك ويوم الفطر وحين رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعجيل الفطر وتأخير السحور وحث عليه وسد ذرائع التعمق ايضا حين نهى عن الوصال وهو استمرار الصائم في صومه فلا يفطر اليومين او الأيام ومضى يقول إن شهر رمضان زمانه زمان طاعة ووقت عبادة وموسم تلاوة و قيام وذكر و استغفار و تسبيح وصدقة و صلة و بر وإحسان ومواساة فقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن كان رسول الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة وفي المدينةالمنورة اوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن متناولا في تفاصيل خطبة الجمعة اليوم فضائل شهر رمضان المبارك وقال فضيلته في مستهل الخطبة إن الله تعالى بنى الدين على قواعد لا يقوم إلا بها ونوًع سبحانه بين أركان الإسلام في الاداء فمنها ما يقام في اليوم مرات ومنها ما يؤدي مرة في العام ومنها ما يؤمرالمرء بفعله في العمر مرة ومنها ماهو ملازم للمسلم في كل حين وهما الشهادتان وأضاف أن هذه الأسس تشمل عبادة القلب واللسان والمال والجوارح ليكون المرء كله لله ممتثلا أمره في قوله تعالى(قلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) , لافتا الإنتباه إلى أن هناك ركناً في الاسلام جعله الله شهر كاملا في العام ليتزود فيه المسلمون بالتقوى مستدلا بقول الحق تبارك وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) وبين فضيلته أن الله خص رمضان بالصوم لأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن حيث يشكر المسلمون ربهم بالصيام في هذا الشهر لأنه الشهر الذي حلت فيه السعادة للبشر بنزول القرآن وبعث فيه النبي صلى الله عليه وسلم , وهوالشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه ابواب النار وتصفد فيه الشياطين ليمتنعواعن أذى المؤمنين وإغوائهم مستشهدا بالحديث النبوي (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين) وقال فضيلة الشيخ القاسم إن أساس التقوى إخلاص الأعمال لله وحده والصائم يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده وهو سر بين العبد وربه لايطلع على صومه سوى الله ,مبينا أن في رمضان عبادات تكفر الخطايا فصيامه يغفر الزلات والأوزار, ومن حافظ على صيامه كان وقايه له من النار ومن صلى في ليله غفر له ماتقدم من ذنبه,والعمرة فيه عن حجة ,وتزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان وخلص فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبته إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخص رمضان بالعبادة بما لايخص غيره من الشهور وكان الصحابة رضى الله عنهم أحرص الناس على العبادة في رمضان, موردا قوله تعالى (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍعَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)