أيضاً.. الأمية الدينية في المجتمع أشرت في مقال سابق إلى بعض من مظاهر الأمية الدينية في المجتمع، وقلت: إنَّ شاباً لم يتجاوز الخامسة عشرة يعرض من خصائص الجوالات والحواسب الآلية والأجهزة الإلكترونية ما يوازي معرفة المختصين في هذا المجال، ولكن هذا الشاب لا يحسن الصلاة، ولا يعرف أركانها وواجباتها، وهو الذي يصلي في اليوم خمس مرات، درس أحكام الصلاة في جميع مراحل الدراسة العامة. وقلت: إنّ هذا الجهل لا يقف عند الشباب، ولا عند موضوع الصلاة، فخذ الزكاة مثلاً آخرَ؛ فكبار السن يجهلون أحكامها، ويؤكد ذلك الأسئلة التي ترد للعلماء والمشايخ في شهر رمضان عن هذا الموضوع. وهناك مجموعة من الأمور التي أرى أنه لو تم القيام بها لساهمنا في العمل على تقليل الأمية الدينية وليس القضاء عليها بالكلية، ومن أبرز هذه الحلول: - قيام الآباء والأمهات بتخصيص مكتبة منزلية أو مكتبة خاصة للأبناء تحتوي على كتب خاصة بالناشئة والشباب وكتب أخرى صالحة للجميع ككتاب كيفية صلاة النبي للشيخ عبدالعزيز بن باز وما شابهها من الكتب. - في حال تكوين مكتبة كبيرة في المنزل وخشية الآباء من إتلافها من الأبناء فلا يمنع ذلك من تخصيص ركن من المكتبة للأبناء داخل المكتبة لضمان سلامة الكتب الأخرى. - لا يُكتفى بوجود الكتب فحسب، بل لا بد من التشجيع على القراءة بالحوافز والمغريات. - تعزيز وتفعيل القراءة الحرة بالمدارس من خلال دروس التعبير وإجراء المسابقات في قراءة الكتب. - التطبيق العملي للصلاة واستغلال وجود الطلاب في صلاة الظهر بالتعليم التطبيقي عملياً وبصفة دورية. - تقديم برامج عملية في وسائل الإعلام عن أركان الإسلام بأسلوب مبسط، مع استخدام الصور والرسومات المساعدة على تيسير الفَهْم. - الاستفادة من أماكن الانتظار في المستشفيات ومرافق الخدمات العامة بإيجاد كتيبات تعريفية مبسطة بأركان الإسلام والعبادات. - قيام الأئمة والخطباء بدورهم في التوجيه حول هذه الأمور في المساجد أسوة بما فعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تعليم أصحابه وإرشادهم داخل المسجد، ومن ذلك ما قاله لأحد المصلين: «ارجع فصل فإنك لم تصل» حينما رأى إخلاله بالصلاة وعدم خشوعه. - الاستفادة من القناتين الجديدتين (القرآن والسنة) بعرض برامج خاصة للأطفال والناشئة لتعليمهم أمور دينهم بشكل مبسط بأسلوب الحوار أو بالعرض المصور، وكذا الاستفادة من قناة الأطفال، وأنها ليست مخصصة للألعاب والترفيه؛ بل التربية والتوجيه. - الاستفادة من عرض صلاتي المغرب والعشاء وصلاة الجمعة بعرض «فلاشات إعلانية» تتعلق ببعض الأحكام. - تعليم الخدم والسائقين بأمور دينهم وتوفير الكتيبات المناسبة بلغتهم؛ فهم في حال مماثلة من الأمية الدينية إن لم يكونوا أشد جهلاً. - حث التجار والمختصين بلعب الأطفال على تصميم ألعاب ناطقة لتعليم الصلاة والأحكام الأخرى الخاصة ببعض الأركان في الألعاب الناطقة. هذه مقترحات يسيرة ربما تصيب الهدف، ولكن هذا لا يعني الوقوف عند هذا الحد؛ فلا بد من تولي الجهات المعنية تكليف مختصين بدراسة هذه الظاهرة وبحث السبل الكفيلة بعلاجها؛ لأننا ما زلنا مع الأسف نسمع ونرى جهلاً من كبار السن في أحكام الصلاة المفروضة والسنن، وصلاة الاستسقاء، وصلاتي الكسوف والخسوف، وصلاة العيدين، وصلاة الجنائز، وهذا إن حضروا إليها؛ فصلاة العيدين والاستسقاء والكسوف والخسوف لا يحضرها إلا قلة.. والله المستعان. سلمان بن محمد العُمري [email protected]