( أشتاقك يالرياض ولكن ..) خطر في بالي أن أتجول في مدينة الرياض فلقد هجرت هذه العادة منذ فترة ليست بالقصيرة ، كنت خلالها أجوب شوارع الرياض جيئة وذهاباً , أدلف الى مكاتبها , وأرتاد أسواقها ومولاتها الكبرى ، هي متعة حقيقية ولاشك وسياحة داخلية ربما لم أعرف ذلك إلا متأخراً ومتأخراً جدا ، وعندما انتابتني حمى التجوال مرة أخرى وعاودني الحنين الى تلك المرابع - ودعوني أقول المرابع من باب التفاؤل لامن باب السخرية كما قد يفهمها البعض - شعرت لأول وهلة أنني قد أضعت مدينتي التي أعرفها ! لا.. لقد سرقت مني ! هكذا حدثتني نفسي عندما رأيت أرتال من الحديد تسير أمامي بكل بطء وكأنها تحرث أرضاً طينية . لم أفق من هول الصدمة بعد حتى فاجأني صوت سيارة اسعاف قادمة وهي تعوي كعواء ذئب جائع يبحث عن فريسته بين قطيع الأغنام الهاربة وكنت كلما استرقت النظر الى المراءة الأمامية رأيت السيارات وهي تنحرف يميناً وكأنها تخاف من إعصار قادم فعرفت حينها أن سيارة الأسعاف قادمة في نفس مسارنا فما كان مني الا أن أنحرفت بسيارتي الصغيرة بعد أن كادت أن تصبح لذلك الذئب الهائج أقصد سيارة الأسعاف وعذراً على التشبيه لقمة سائغة . أزدحام خانق وسيارة اسعاف تحمل مريضاً في حالة خطيرة تقاتل ببسالة من أجل الوصول به الى أيدي الأطباء قبل فوات الأمان ، كل ذلك وأشياء أخرى بددت أحلامي المتجددة وبعثرت امنياتي المتدفقة في استعادة بعض متعي القديمة وممارساتي الشقية . لقد تغيرت الرياض فأصبحت مدن من حديد تعربد بها صباح مساء ولم يعد لنا نحن المغرمون بشوارع الرياض وأسواق الرياض ومنتزهات الرياض الا التحسر على ماضٍ ذهب ولن يعود على مايبدو . وأنا هنا يحق لي أن أتساءل لماذا لايتم وضع مسارات خاصة لسيارات الأسعاف وسيارات الطواريء كالدفاع المدني وخلافه ؟! ولماذا لايتم افتتاح شوارع فرعية تخدم الشوارع الرئيسية المتخمة بكل أنواع السيارات ؟! والى أن يحين تحقيق هذه الأمنيات فإني سأظل وفياً مع ذاكرتي تلك التي تطوف بي أرجاء الرياض وتتجول بأحلامي وأمنياتي في كل زاوية من زواياه وفي كل ناصية من نواصيه ولن أنسى فضل الاستاذ قوقل فهو على مايبدو سيصبح أنيسي ووسيلة تنقلي عبر محبوبتي مدينة الرياض . حسن الشمراني