بعنوان ( المسؤوليه .. في سابع نومه ! ) أطالع الصحف المحلية صباح كل يوم بشغف علني أجد ما يشفع لنا ، لكني بكل أسف أصدم بحالنا الذي يأتي مناقضا لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله) وقوله (الأقربون أولى بالمعروف). قد نجد عذرا للبعض وقد نسامح أو نتغاضى عن البعض ونتجاهل البعض الآخر ، لكن هناك فئات يقع على عاتقها الكثير والكثير من المسؤولية حول هذا الأمر ومع ذلك لازالت تغط في نوم عميق ! بالأمس شاهدنا الجميع يقف ويتكاتف مع أزمات أخواننا بالخارج حال حدوث أي عارض ، واليوم وبعد مضي حوالي شهرين على الأربعاء الأسود إلا أننا لازلنا نغط بنوم عميق فلا مساعدات لمتضرري السيول ولا حتى لأخواننا اللاجئين في الحدود الجنوبيه ولا قبل ذلك لأخواننا في العيص عندما زلزلت أراضيهم ، وكأنهم ليسوا من بلادنا ولا يعنينا أو يهمنا أمرهم ، وبمجرد حدوث عارض بالخارج نجد الاستنفار للتبرعات وفتح البرامج عبر وسائل الإعلام المختلفه والتسابق من الجميع لمد يد العون وكما هو معهود عن الشعب السعودي من حبه للخير تجمع الملايين تلو الملايين ثم تذهب للخارج ، ولكن .. أليس أحق بها أهلنا بالعيص ؟! أو أخواننا الذين فقدوا أهاليهم وبيوتهم وممتلكاتهم بسيول جدة ؟! وماذا عن اللاجئين على الحدود الجنوبية الذين إلى اليوم لازالوا بحاجتنا ؟! إنه والله أمر مخجل ، أن تتكاسل وسائلنا الإعلامية تجاه أهلنا وإخواننا ومتضرري بلادنا الحبيبة فيما تتسابق وتبادر لفتح أبواب المساعدات لزلزال حدث بآخر قارة بالعالم !! نحن نقدر ما قامت به الدوله ممثلة بخادم الحرمين الشريفين حفظه الله تجاه كل تلك الأحداث الماضية التي أحاطت بأخواننا هنا وهناك ، لكن ألسنا كالجسد الواحد ؟! فأين دور تجارنا وعلمائنا ووسائل إعلامنا فمجرد مواساتهم ووقوفهم مع أخواننا في تلك الأزمات يعد أكبر دافع لتجاوزها ، أما أن يأتي النقيض فهذا والله قمة التفكك وحب الذات وعدم الإحساس بمعاني الأخوة الإسلامية والانتماء الوطني ، فيأتي التاجر الفلاني ويزيد من سلعته ويأتي الآخر ويضاعف قيمة منتجه وكأن الحال يشجع على الجشع والطمع والعياذ بالله في مشهد إن دل على شيء فإنما يدل على عدم الإحساس بالوطنية وأخوة الدين . كنا ننتظر من تجارنا أن يتبرعوا على الأقل بشيء من منتجاتهم الغذائية أو الوقائيه أو الملبوسات لؤلائك المنكوبين ، كنا نأمل أن يشاركوا الوطن في تخفيض شيء من منتجاتهم لصالح المنكوبين أو على الأقل تخصيص جزء من أرباحهم لها ، إلا أن الأزمات لا زالت تمر يوما تلو الآخر مرور الكرام ، فلا نسمع منهم سوى زيادة أسعار سلعهم ومنتجاتهم ، في ظل سكوت إعلامنا وتقاعس بعض الكتاب وعدم مبالاة البعض الآخر وغياب الوعي العام ونوم الهيئات الرقابيه لوزارة التجارة ، وكأن كل واحد منا لا يعنيه أمر الآخر أو بالأصح كأن المسأله أصبحت \"أنا ومن ورائي الطوفان\" ! أظن أني سأظل اتابع الصحف اليوميه دون رؤية ما أصبوا إليه ! انطفاء : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم صالح بن فارس