تستعد جمعية البر بجدة للبدء في تنفيذ مشروعها التالي والرامي الى اعادة تأهيل ثلاثة آلاف وحدة سكنية في الاحياء المتضررة من سيول جدة الاخيرة وتهيب الجمعية برجال الاعمال الى مواصلة دعمهم للجمعية لمساعدتها في انجاح برنامج تأهيل المساكن للمواطنين المنكوبين، حيث الحاجة ماسة الآن الى كل ما تحتاجه الوحدة السكنية غالباً، من ثلاجات وغسالات وافران وادوات مطبخ وسرر للنوم ومفارس اوضح ذلك ل (البلاد) الاستاذ مازن بترجي الرئيس التنفيذي للجنة التنفيذية لمساعدة اهالي جدة المتضررين من السيول. (111) ألف سلة غذائية واضاف الاستاذ بترجي ان مجموع ما تم تنفيذه حتى مطلع هذا الاسبوع من السلال الغذائية هو أكثر من 111 الف سلة غذائية تم تقديمها للاسر المنكوبة من السيول. وقال ان من بين ما تم تقديمه هو كوبونات بمبلغ مليوني ريال قدمتها شركة بنده مشكورة للجمعية وتم تقديمها للمحتاجين وفق ضوابط واجراءات يتم من خلالها التأكد من الحاجة الفعلية والتثبت من ان الأسر هي متضررة فعلا. وقال كل اعمال الجمعية تتم تحت مظلة امارة منطقة مكةالمكرمة ومحافظة جدة انطلاقا من مركز المعارض بجدة والكائن بطريق المدينة شمالي تقاطعه مع شارع حراء، كما اوضح الاستاذ بترجي انه تم امس الاحد توقيع مذكرة تفاهم مع شركة دانو للألبان التي قدمت هي الاخرى دعما لمتضرري سيول جدة ضمن الشركات والجهات الداعمة لهذا المشروع الانساني المهم لإخواننا المتضررين. 5 آلاف متطوع ومتطوعة وقال الاستاذ خالد بن عبدالرحمن الموسى عضو اللجنة التنفيذية لأهالي جدة ان مركز المعارض بجدة شهد ويشهد وصول تبرعات رجال الاعمال والمتبرعين ويتم استلام المواد الغذائية والتأكد من صلاحيتها ثم توزيعها على الاسر المتضررة من سيول جدة ويشارك في المهمة عدد كبير من المتطوعين من شباب وشابات جدة، وصل عددهم الى حوالي خمسة آلاف متطوع جسدوا اروع صور التكافل الاجتماعي والتعاون وحب دعم ومؤازرة اخوانهم من الاسر المتضررة كما يتم تقديم كوبونات الشراء التي قدمتها شركة بنده وذلك وفق اوراق ثبوتية تطلبها من المتقديمن لنا لنتأكد من هوياتهم واستحقاقهم للعون والمساعدة اضافة الى السلال الغذائية التي تقدم من مقر الجمعية بجانب المستشفى السعودي الالماني. ثقافة التطوع وخلال جولة (البلاد) في مركز المعارض بجدة شاهدنا عدداً كبيراً من المتطوعين الشباب والشابات، وهم يواصلون العمل تحت مظلة جمعية البر بجدة، في صورة بهية تعكس روح المحبة والاخوة وتجسد معاني التضحية والرغبة الكبيرة في أداء اعمال كبيرة تليق بشباب وشابات جدة وسألت عدداً منهم فقالوا: اننا طلاب في الجامعة، وبعضنا يعمل في القطاع الخاص والرسمي، وعندما وجدنا الفرصة متاحة لنا، انطلقنا نعمل بدافع ذاتي محض، وشجعنا على ذلك أننا نؤدي عملنا تحت مظلة جهة رسمية معروفة، وقالوا إن هذا العمل نؤديه في حقيقة الأمر لوجه الله تعالى، ولم نكن لحظة تفكيرنا في الانخراط في العمل التطوعي، النظر إلى أية مظاهر دنوية أبداً، بل كنا مدفوعين بحب عمل الخير والمساندة، ولعل عملنا هذا يؤكد أننا نجسد ونكرس ل (ثقافة التطوع) التي يجب أن تكون محفورة في اعماق مجتمعنا، وفي كل انسان رجلاً كان او امرأة، صغيراً كان أو كبيراً، لأن مثل هذا العمل هو ما يمليه علينا ديننا الاسلامي، وهو ما تعلمناه من أهلنا ومجتمعنا الطيب، ومن قادة بلادنا الكرام، الذين يهبُّون دائماً لمساعدة ومعاضدة المحتاج في أبعد مكان في الأرض، فكيف اذا كان المحتاج هو من اخواننا هنا، ومن بلدنا الحبيب المملكة العربية السعودية. خلية نحل وخلال جولتنا رأينا مركز المعارض بجدة، وقد تحول إلى "خلية نحل" لا تهدأ، فهو متخم بالمواد التموينية، وبالشباب المتطوعين والشابات.. وبعدد من المسؤولين عنهم، وبإجراءات ادارية جيدة، واجهزة كمبيوتر توثق الأعمال، وبيانات رسمية تتأكد من حالة المحتاجين، كما أن المكان يعطي صورة نقية بيضاء للمجتمع الجداوي، الذي هو في واقع الأمر صورة من المجتمع السعودي المتكامل والمتكاتف مع بعضه البعض.