الظلم ... شين قبل فترة من الزمن وبينما جميع الموظفين منهمكين في أداء أعمالهم اليومية الروتينية والطارئة كان هناك زمرة ممن تولوا زمام الإدارة في المنشاة التي يعملون بها هذه المجموعة من الأشخاص كانت تخطط من أجل أن تساعد بعضها بعض لتولي مهام أكثر وبتالي الحصول على قطعة من الكعكة ، وكذلك الحصول على ترقية لا سبيل للحصول عليها ما لم تقتنع الإدارة العليا بالمهام العظيمة التي تقوم بها هذه المجموعة ، وحتى تحقق هذه الزمرة ما تخطط لها قامت بسلب العديد من الصلاحيات من عدد من الموظفين الذين يشهد لهم الجميع بالخبرة والمكانة العلمية التي تفوق مجموعة مخططين الفساد ، جاءت القرارات الإدارية متراقصة وبطئيه لشعورها بالخزي والعار من منظرها المشين الذي لا يقبله عقل أو فكر ، كانت مخططاتهم غاية في الدقة فهم لم يقوموا بإصدار مجموعة القرارات التي تم الاتفاق عليه في ظلم الليل رغم أنه تم الاتفاق عليها بحضور الشمس ومساعدة إضاءة المكان البيضاء التي لو كان لها القدرة لتغيير لونها لاختارت اللون الأسود بلا شك ، تم تنفيذ القرارات بحكمة فقد كانت تصدر تباعاً وبشكل مفاجئ وسري لتصل للموظف الهدف مبطنة في هيئة تنظيمات بسيطة لن تستمر طويلاً ، ولكن المفكر في أبعاد تلك القرارات كان لابد له من معرفة المراد من ورائها ، تمر الأيام وجميع الموظفين المظلومين يرددون \"حسبي الله ونعم الوكيل\" نعم الله تعالي فوق الكل فهو أعلم بما تكن الصدور ، فما هي الأ أيام حتى يصدر قرار أقوى من إدارة أعلى تسلب مدير القسم معظم الصلاحيات وتحولها لغيره من المدراء بحجة إعادة التنظيم \"وهو نفس المبرر الذي أختاره لتبرير قراراته \" فاسبحان الله الكأس لذي كان يريد أن يسقي منه الآخرين جاء من يسقيه منه حتى وأن كان بشكل إجباري\". مجموعة من الموظفين لا تسعهم الفرحة من مجموعة القرارات وقاموا برسم لوحات عدة من الأحلام والأماني التي طار معظمها في الهواء ، ولكن استمر المسلسل للبعض وجاء دور قرارات أخرى سريعة لتضمن للمدير مكانته ، فقد قام مسرعاً للبحث عن البدائل الممكنة حتى وأن كانت على حساب مجموعته المقربة ، وبالفعل القرارات الجديدة جاء معظمها على حساب تلك المجموعة المقربة والمحببة للمدير ولكن المهم هو وليس غيره حيث لسانه حال المدير يردد \"أنا ومن خلفي الطوفان\" بدأ الخلاف فيما بين المجموعة ولكن كانت معظم الخلافات تدور في السر حتى وأن كانت شراراتها تظهر للموظفين. وبعد هذه الأحداث ما يزال الصراع مستمر بين المجموعة كلاً يبحث عن مصالحه الشخصية بشكل انفرادي أو من خلال تكتل محدود حتى لا تنكشف أوراقه فليس هناك أمان فيما بين المجموعة ، فالصراعات مستمرة والهدف هو المال والجاه. هذه هي صورة من صور الظلم الذي يحدث يومياً في معظم منشاتنا الحكومية كانت أو الخاصة ، لماذا؟ سؤال الجواب عنه يعرفه الجميع ، ولكن تناسي معظم الأشخاص بأن الله هو الرزاق الكريم الذي لا يقبل بأن يتم ظلم أحد من عباده. الظلم تكون نهايته غير متوقعة فالله هو خصم الظالم فقد قال الله تعالى في سورة إبراهيم (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ( 42 ) مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ( 43 ) وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب). المهندس/عبدالله العمودي