مقالات في صيانة الأسرة إسترجال النساء !! المرأة بمشاعرها ونعومتها ورقتها ودلالها وحيائها وضعفها وحنانها وعاطفتها , مكون أساسي في الحياة, ومن أعظم نعم المولى تبارك وتعالى قال جل وعلا ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة ...)آل عمران 14 , وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة ) صحيح ,هي الأنثى أما وزوجة ,وأختا, وبنتا , ذلك المخلوق الساحر الجذاب المحبوب المطلوب ,خلقها الله منبع الحب والحنان والسكن للرجل و بين يديها يلتف أفراد الأسرة يرتشفون من عاطفتها عبق السعادة والهناء . لماذا يسعى البعض إلى تشويه ذلك الكيان الناعم بالخشونة ,وحرمان الأسرة من نعيم السكن الهانئ , وهدم كيان المجتمع ؟ هناك من سعى إلى خلخلت الأسرة بإشغال المرأة خارج المنزل ,وعندما تحقق له ذلك زج بها في أعمال شاقة وعنيفة ,يأنف منها الرجال !! تأملوا حال الأسر بعد خروج المرأة للعمل ؟ كيف تبدلت قيم الأسرة العربية وتفككت روابطها, وقعنا في أزمة حقيقية بين الواقع الاجتماعي وبين القيم والمبادئ والعادات والتقاليد. ,وخرج جيل من الأبناء في حال انشغال الوالدين عن التربية وغفلة الأسرة لم ينل الكفاية من العناية والرعاية , ضائع ومشتت الفكر ضحية الاختراقات الأخلاقية والشذوذ وهروب الفتيات وقضايا الابتزاز ,وها نحن نستقبل جيل الرابع \" البويات \" أو \" الزلماية\" فتاة ناعمة تلبس هندام الرجال ,وتمشي مشيتهم , ترجل صوتها , وتقصر شعرها ,تفتل قوامها وتحد نظراتها , تخفي أنوثتها وتظهر المرجلة, وتتقمص شخصية الفتوة والتسلط والخشونة في التصرفات, والتداعي بأسماء الذكور , ومنهن من ترتاد المقاهي بهدف تعاطي النرجيلة ( الشيشة ) تشبها بالذكور, لتثبت مقدرتها على التمرد , وهذا بلا شك دليل على غياب دور الأم الرؤوم ,وخلل في أسلوب التربية وسياسات التنشئة . ظاهرة شاذة في مجتمعنا تهدم صرح الأسرة , وتزلزل أركانها وهي تقمص بعض النساء شخصية الرجال والقيام بأدوارهم ,والله تبارك وتعالى يقول ( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله , إن الله كان بكل شئ عليما ) النساء 32 ,وفي الحديث الشريف ( لعن الله المتشبهين بالنساء من الرجال , والمتشبهات من النساء بالرجال )صحيح .هناك من يحرض النساء لمزاحمة الرجال ومصارعة الأهوال , دفعوها للعمل في (العسكرية ومخالطة المجرمين ,وأعمال الدفاع المدني ,و الأعمال الهندسية ,والتجارة, والصناعة , والطب والتمريض ليلا ونهارا, ومكابدة المناوبات , والمتابعات الصحفية والإعلامية ...الخ ).مما أثر على سلوكيات المرأة وطبيعتها حين خلعت خمار الحياء ,و رمز أنوثتها , ودخلت عالم السفر والمغامرات ,وزاحمت الرجال في الطرقات واقتحمت الأعمال الشاقة. وفي بيتها وضعت نفسها في مقام الندية مع الزوج ,انشغلت بالوظيفة, وتمكنت من التنقل والحركة ,وتملكت الأموال, فزهدت في الزوج, وترفعت عن العمل المنزلي, ونازعت زوجها على القوامة والقيادة , مما أثار المشاكل الزوجية , وازدياد حدتها وارتفاع نسبة الطلاق !افتقدنا تلك المرأة الودود الولود العؤد التي تملأ المنزل بمشاعر الدفء والسعادة ؟ افتقدنا تلك الدموع التي تفتك بأقوى رجل ليخر مستسلما لمطالبها ؟افتقدنا تلك النفس الطيبة التي تلم أطراف الأسرة على مائدة السكن والاستقرار ؟افتقدنا ذلك القلب الحنون الذي يتولى مهمة الإشباع العاطفي للأبناء . لقد دعم المجتمع مشاركة المرأة في التنمية, والعمل بوظائف تناسب مكانة المرأة وطبيعتها وبما لا يتعارض مع عملها الأساسي في تربية النشء , وبهدف مساعدة أسرهن ماديا وتخفيف أعباء الحياة على الأزواج, ولكن بالتأكيد لن يقبل المجتمع فقدان النساء أنوثتهن ودفعهن للعمل في الأعمال الشاقة ,لأن استرجال النساء يصيب الحياة بالجفاف وفقد نسائم الرقة والحنان , و هذه مشكلة خطيرة تواجه المجتمع , فنحن بحاجة لأنوثة المرأة كما أننا بحاجة إلى رجولة الذكر , مهما قيل أنها مشكلة بسيطة ولها حلول ,و وضع لها مبررات, سنبقى موقنين أنها قضية عظيمة تسري بيننا كمرض عضال قتال , دون أن نشعر ويجب علينا التصدي له بكل ما نستطيع .وعلى المسئولين إيجاد الفرص الوظيفية أنثوية ناعمة مناسبة لطبيعة المرأة لمشاركتها في تنمية المجتمع مع ضمان حفاظها على أنوثتها فؤاد العيسى