هزيمة الإتحاد أهم من هزيمة المتمردين ! الأزمات تصنع الرجال ، لكن في عصرنا : الرجال تصنع الأزمات !!! هزم الإتحاد وقامت الدنيا ولم تقعد وتباكا الجميع وكأنها نكسة 67 ، ووسائل إعلامنا من قبل الحدث بأسبوع وهي تستعرض كل شاردة وواردة عن تلك المباراة ، حتى تشبعنا وأُشبعنا بكلمات حربية لذلك النزال الكروي ، كالهجوم والدافاع والمعركة الحاسمة وإما نكون أو لا نكون وكل ذاك من أجل كرة تركلها الأقدام ولو قدر أن فاز الاتحاد لأتت مسيرات الأفراح والليالي الملاح وكأننا استنقذنا القدس من أنياب أبناء القردة والخنازير ! وبالمقابل تسلل الحوثيون إلى أرض الوطن ولم نجد ما يرضي من وسائلنا الإعلامية خلاف بعض المقالات والتقارير الخجوله التي تتحدث عن ما يحدث في حينه ، دون تحمل مسؤولية إيصال كل المعلومات لعامة المواطنين عن تلك الفئة الغاشمه والتي استباحت أرض الوطن ، حتى أصبحنا مغيبين وكأننا نعيش ببلاد \"الواق واق\" !! بكل أسف . كنت أتوقع أن أرى الجميع يقف وقفة جادة لتجريد هؤلاء الحثاله وتعريتهم أمام المجتمع حتى يعي الصغير قبل الكبير والجاهل قبل المتعلم حقيقة هؤلاء الشرذمة والذين انشقوا عن الزيدية ليدخلوا في الشيعة الاثني عشرية وليصبحوا دعاة لها بأرض اليمن الشقيقة بدعم لا منقطع من إيران حتى تخلق جبهة بجنوب الجزيرة على غرار جبهة حزب الله في جنوب لبنان ، ولتعيد أمجاد فارس في أرض اليمن على أيدي الحوثيين ، إلا أنني بكل أسف لم أر من يتحدث عنهم ويعرّف الناس بحقيقتهم وبمن يقف وراءهم ، فأين الكتاب وأين الخطباء وأين الإذاعات والجرائد وأين تلفزيوناتنا لتوعية الناس عن حقيقتهم حتى لا ينغر ضعيف الإيمان ويوهم بغير الحق ! إن ما يدمي القلب هو ذلك الإنهزام الفكري الذي آل إليه مصير إعلامنا ، لعله تسيير من المسيطرين على دفة الإعلام العالمي ، أو لعله يعود لتبعية الإعلام العربي الذي ينقل ما تصدره لنا وسائلهم الإعلامية دون أي مجهود يبذل للبحث عن حقيقة المادة أو محاولة تنسيقها وبما يتناسب مع هويتنا ، ناهيك عن أن يخلق له مساراً مختلفا مستقلاً بذاته متماشيا مع هويته الإسلامية والعربية محققا لأهداف جماعة المسلمين وساعيا لنشر معتقداته وقيمه للعالم وقبل ذلك ترسيخها في عقول المسلمين . فكيف يغدر بوطننا ، وجل اهتمامنا كيف نواسي النادي المهزوم أو كيف نتغنى بفوز الآخر ، هذه المفاهيم العقيمة والتي جعلت من الوطنية والدين آخر اهتمامات الشارع العام هي من جعلت أعداءنا يتمادون في طغيانهم غير آبهين بذلك المارد النائم ، ونحن بكل أسف نسير بنفس نهج حضارتهم الغربية فنقع في الوحل الذي وقعت به . لماذا لا نبدأ من حيث انتهى القوم ، فهم يعودون بقوة لانتماءاتهم الدينية والعرقية ولا يألون جهدا للوصول لذلك الهدف ، ونحن بكل بساطة نهرب ونتجاهل بل وندعوا للإبتعاد عن هوياتنا وانتمائاتنا ، سمها سذاجه أو عدم \"مفهومية\" أو \"مع الخيل يا شقرا\" ف ( النهاية والأخير .. كلها نفس المصير ) ، وما ذاك إلا مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم { حتى لو دخلوا جحر ضب ٍ لدخلتموه } . فالنقف وقفة حق ونعرف الجميع بتلك الحقائق المغيبة نصرة لديننا ووطننا شاء من شاء وأبى من أبى . انطفاء : الوطن ... قيمة ليس لها ثمن ! صالح بن فارس [email protected]