أين تطيرنقود \"خوسيه\"؟ تخرج خوسيه من قسم الهندسة المعمارية و توظف و ظيفة حكومية حصل منها على راتب مجزي...(10 آلاف شهريا)...عمل خوسيه باجتهاد حتى آخر الشهر.. استلم الراتب.. عاد فرحا للبيت..دفع فاتورة الكهرباء بقيمة 1000 بيسو (على فكرة، شركة الكهرباء تملكها الدولة المكسيكية) ...بعد عدة أيام، جاءت فاتورة الهاتف بقيمة 500 بيسو، فدفعها (شركة الهاتف تملكها الدولة)... و لأن أهل زوجته يقطنون في مدينة بعيدة، فإن خوسيه يضطر للسفر معها شهريا لزيارة أهلها..اشترى خوسيه التذاكر ب 2000 بيسو (شركة الطيران تملكها الدولة)... و لأن سيارته شيفروليه \"تاهو\" تلتهم البنزين التهاما، فقد أنفق 500 بيسو بنزين (البنزين تملكه الدولة)... خوسيه يحب تصفح الانترنت، و لذلك اشترك بال DSL و دفع فاتورة ال\"تارجيتا دي كريديتو\" (يعني آفاق شامل بالمكسيكي ) 1000 بيسو (شركة الهاتف تملكها الدولة) ...أنفق خوسيه 4000 بيسو على مقاضي الأكل و الشرب والكوفي شوب خلال الشهر(الدولة تأخذ ضريبة على استيراد المواد الغذائية و السوبرماركتات تدفع كهرباء و تلفون للدولة) ...اشترى خوسيه بمائة بيسو قميص و بنطلون جديد و بأربعمائة بيسو فستان لزوجته (الدولة تأخذ ضريبة على استيراد الملابس و محلات الملابس تدفع كهرباء و تلفون للدولة).. بقي خمسمائة بيسو من الراتب فرح خوسيه كثيرا لأنه سيوفرها... لكن قبل أن ينتهي الشهر تعطلت سيارته و اضطر أن يصلحها في الوكالة (الدولة تأخذ ضرائب على استيراد قطع الغيار و الوكالة تدفع كهرباء و تلفون للدولة)...يعني على نهاية الشهر، سلم خوسيه ال 10000 بيسو للدولة (ناقص أو زائد بيسوات قليلة!!)... شهر جديد حلّ، و أرجعت الدولة ال 10000 لخوسيه ...خوسيه دخل في دوامة البيسوات مرة أخرى (لا بيسو زاد و لا بيسو نقص)؛ لكن هذه المره لم تتعطل السياره على آخر الشهر! هذه المره أصيب خوسيه بإنفلونزا الخنازير و اضطر لشراء أدويه بخمسمائة بيسو (الدولة تاخذ ضريبة على استيراد الأدوية و الصيديات تدفع كهرباء و تلفون للدولة).. لم ينجح العلاج مع خوسيه لأن الدكتور \"الدلخ\" كتب له علاج لانفلونزا \"الفراخ\"... مات خوسيه. لقد عاش خوسيه و مات و هو يشتغل ببلاش -أو كما يقال: \"يشتغل بلقمة عيشه\"!... يعني عاش و مات وفقا لقانون العبودية في الجاهلية -العبيد كانوا يعيشون و يموتون \"بلقمة عيشهم\"!... الله يرحم خوسيه .. على فكرة نسيت أن أقول لكم أن اسمه ليس خوسيه، اسمه وليد و كان يشتغل في بلدية ينبع!! سعد العواد