تعد بيئة التعليم النسائية من أكثر البيئات مرتعاً للظلم، خاصة إذا كانت المديرة ذات شخصية متسلطة أو لا تعي شيئاً في علم الإدارة المدرسية. فبعضهن تتعاملن بمزاجية مع الطالبات والمعلمات وتعمل دون قواعد إدارية وتربوية. وبعضهن تنظر للمدرسة وكأنها جزء من أملاكها الشخصية، فتتصرف بطريقة اعتباطية. وتعاني بعض المعلمات من تسلط المديرات وتحويل حياة بعضهن إلى جحيم بسبب التفرقة في المعاملة والمحاباة. وحينما تصبح بيئة العمل سلبية تكثر فيها المشكلات مما يؤدي إلى ضعف الإنتاجية والتأثير السلبي على التحصيل الدراسي. وقد اطلعت قبل فترة على خبر يتناول لجوء معلمة لجمعية حقوق الإنسان لوقف تسلط مديرتها بعد رفض تظلمها من قبل إدارة التربية والتعليم في مدينتها. وقد وصلتني العديد من الرسائل من معلمات يشتكي بعضهن من تدخل المديرة في كل شيء، حتى مظهر المعلمة ولون ملابسها، ويطالبن بلفت نظر المسؤولين لهذا الأمر. كما يطالبن بإيجاد إجراءات تكفل أن يكون التعامل مع المعلمات ومنسوبات المدرسة منصفاً. وهذا يدفعني للتساؤل: لماذا تصاب بعض السيدات بحالة من التسلط والمزاجية حينما تشغل منصباً ما؟ لماذا تصبح المرأة عدوة للمرأة وعامل هدم في بيئة العمل؟ إن تحقيق الراحة النفسية للمعلمات ضرورة لإيجاد بيئة تعلم صحية تساعد المعلمة على أن يكون أداؤها جيداً. أما وقوع المعلمة تحت ضغوط نفسية إلى جانب أعباء التدريس فتأثيره السلبي ينتقل للعملية التعليمية فيضعفها، كما يفرز مستوى تعليمياً متدنياً. وهذا أمر خطير يجب تناوله في وسائل الإعلام وحث الوزارة على إعادة النظر في كيفية اختيار مديرات المدارس. أما عملية الاختيار الحالية التي تقوم الوزارة من خلالها بترشيح بعض المعلمات لشغل وظيفة مديرة مدرسة فهي طريقة تقليدية. وما ينبغي هو أن يتم اختيار مديرات المدارس وفق معايير تتصل بالصفات الشخصية والمهارات، وبعد الاختيار يتم التأهيل والتدريب المستمر، وتقييم أداء المديرة بشكل دوري، إذا أردنا إيجاد بيئة تعليم تحقق فعالية مخرجات التعليم النسائي.