يحتل النظام التعليمي في كل المجتمعات المكانة الأهم لدى أفراد تلك المجتمعات المهتمين به. في مقال سابق تحدثت عن دور المرشد والمرشدة الطلابية أو الأخصائي والأخصائية الاجتماعية في المدرسة، كما يحلو لي أن أسميهم لأنه من وجهة نظري أن دورهم يغيب عن كثير منا. أما موضوعي في هذه المشاركة الصحفية، ومن باب الوعي بأهمية النظام التعليمي في مجتمعي أود أن أتطرق إلى الإدارة المدرسية، وأخص بالذكر مدير أو مديرة المدرسة ودورهم كقبطان يدير مدور القيادة في السفينة الصغيرة ألا وهي المدرسة الوحدة الأصغر في النظام التعليمي. في علم الإدارة التربوية هنالك علم متفرع ألا وهو الإدارة المدرسية وما يتعلق بكل جانب من جوانب الإدارة المدرسية. أحد تلك الجوانب في الإدارة المدرسية هو أنماط الإدارة المدرسية. وألتمس العذر من المديرين والمديرات على طرح هذا الموضوع الذي على شكل استبيان شخصي يمكن من خلاله ان يقرأ كل معلم ومعلمة او مدير او مديرة للمدرسة نتيجة هذه الاستبانة من واقع خبرة وتجربة، والهدف من ذلك هو معرفة رأيك في القيادات المدرسية في تعليمنا والرقي بواقع تعليمنا إلى الأفضل في ظل هذه الإمكانات الكبيرة المقدمة من قبل حكومة المملكة العربية السعودية. بالعودة إلى محور حديثي، أذكر هنا أن هنالك ثلاثة أنماط أو أنواع للإدارة المدرسية: أولها هو النمط الاستبدادي أو التسلّطي يكون القائد فيه هو محور نشاط الجماعة ويعتقد أنه بطل الحلبة وأفضل من يعلم ويتوقع خضوع الجماعة له. ويستعين القائد لهذا النمط بأساليب القهر والتهديد، والعاملون معه تابعون وليسوا شركاء، بل إن المدير في هذا النمط يأخذ أفكار الآخرين وينسبها لنفسه أحيانا ويهتم بالشكليّات والروتين. المهم ذكره هنا أن هذا الأسلوب في الإدارة يؤدي إلى تفشي صفات سيئة؛ مثل الخضوع، القلق الكراهية، عدم التجديد وتوقف النمو المهني وتدني الروح المعنوية. أما النمط الثاني فهو الديمقراطي، يقوم هذا النمط من القيادة على المشاركة في اتخاذ القرار وعمليّات التخطيط والتنظيم والتنسيق والتوجيه والمتابعة، والقائد هنا يحترم جماعته وينمّي قدراتهم الإبداعيّة والابتكار. ويؤدي هذا الأسلوب في الإدارة إلى: التعاون المثمر، والشعور بالرضا من الجميع والثقة المتبادلة بينهم. ورفع الروح المعنويّة بين العاملين، ويدفع بالعمل إلى التقدم النوع الثالث من الإدارة المدرسية هو الفوضوي وهو نمط سائب فوضوي تُفْهَم (بضم التاء وسكون الفاء وفتح الهاء) الإدارة المدرسية من خلالة على أنها حريّة مطلقة لا ضوابط لها ولا حدود ويؤدي هذا الأسلوب في الإدارة إلى ضياع وحدة العمل كفريق متكامل وعمل تربوي لا يبعث على احترام الجماعة لشخصيّة فيها القائد يشعر بالضياع والقلق وعدم القدرة على التصرف. وهذا النوع من القيادة أقل أنواع القيادة في الإنتاج. في محاضرة للدكتور عبد العزيز الشهوان الأستاذ المساعد في علم الإدارة التربوية في كلية التربية في جامعة الملك سعود تطرق إلى موضوع في غاية الأهمية شد انتباهي وأحببت ان أسرده في ما يتعلق بموضوع الإدارة المدرسية يتمثل بأن كلمة مدير تطلق على كل من يقبع تحت إدارته موظفين سواء كانوا تربويين أو غير تربويين؛ بينما مدير المدرسة وبسبب هذه الكلمة وأقصد مدير غابت عن كثير من مدراء المدارس الجوانب التربوية وهي النقطة الأهم في قيادة المدرسة، بل ذكر معلومة شدت انتباهي وانتباه الحاضرين لتلك المحاضرة، وأود أن أذكرها هنا لكي يعيها المسؤولون في وزارة التربية والتعليم وهي أن إطلاق وصف مدير على مدير المدرسة من الواجب ان تستبدل بكلمة قائد تربوي (educational leadership) وهو اللقب الأفضل لمديري المدارس لكي لا تطغى كلمة مدير وتهمل بسببها الجوانب التربوية التي هي لب العملية التعليمية في المدرسة.