ترانيم الليل اصطف خلفه المصلون.. تلاوته العذبة خلقت جوا غير الجو الذي نعيشه كل يوم .. جو أصبحنا فيه في حضرة ملك نتوسل اليه طمعا و خوفا و رغبة و خشية.. فجأة، أصبحت الأرض برمتها رخيصة.. فجأة، شعرنا بالذنب.. شعرنا أن لهاثنا خلف الأزواج و الأولاد و الوظيفة و تسديد الفواتير و سماع النشرة و مجالسة الأصحاب، لهاث تافه..أعمانا عن عالم آخر.. أنسانا الهدف الأسمى..أشغلنا عن الامتحان الأهم..أغفلنا عن (أحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون).. قرأ آية فيها ترغيب.. مهلا، هل قلت فيها ترغيب؟ منذ متى كانت آخر مرة فرقنا فيها في تلاوتنا بين آيات الترغيب و آيات الوعيد!.. قرأ الآية............ارتعد صوته.. كررها..............أجهش بالبكاء.. أجهش المصلون خلفه.. شعور عجيب تجلى في قلوب المصلين في ذلك المسجد الصغير.. شعور بالنقاء وبالذنب.. شعور بالصفاء و الندم.. شعور بالطهر و التوبة.. ارتفعت الأيادي في ذل هو في حقيقته عزه! لأن السؤال لم يكن لملوك الأرض.. السلام عليكم و رحمة الله.. السلام عليكم و رحمة الله.. تحلق المصلون حوله..هذا يشكر..هذا يدعوا..هذا يصافح..هذا يقبل الجبين.. أحدهم قال: \"جزاك الله عنا شيخ يا خير\"..أخطأ من شدة الامتنان.. ضحك هو..ضحك الشيخ..ضحكنا.. هذه حكاية إمام مسجدنا..ولا فخر! سعد العواد