اربعة متربعة على عرش ملك حينما يتعانق القلب والعقل والفعل في آن واحد , فثق أنها ستُنتِجُ لك بطلا من صياغة محنكة, وحينما يكون القائدُ صاحب قرارٍ عميق فتيقن أن الانتصار هو حليفه, وإذا أعطى الجميع حق الثقة في إمامهم فسيغنمون بعدل متوازن. فالتفاف الناس حول زعيمهم دليل على اتساع فكرهم وعلو شأنهم وشحذ همته إلى تحقيق مطالبهم, فلم تتحقق مساعي أمم لم تنهج حذو القذة بالقذة من المجتمعات المتقدمة في مجال الدين بالوسطية والارتقاء بالعلم المتنوع والأداء المشرف نحو نهضة معتدلة فلا إسفاف ولا إنقاص. وبالوقت نفسه إن لم يصغي القادة إلى أدق تفاصيل حاجة شعوبهم, ولا تحقيقاً لضرورياتهم في كل النواحي والمطالب, فلن تلتحق هذه الدويلات إلى ما يسمى بالعالم الثالث وهذا ما نراه في بعض دول تأخرت في نهضتها, وما إن تغيرت سياستها حتى علا شأنها. ولكن أبهج الله صدورنا بسلسة مترابطة من قادة تغذوا من فكر ونهج وطموح , ومدوا يد العطاء وشحذ همة العمل وساندوهم على ذلك إخوة مترابطين, لهم فضل الذكر والإشادة وعضدوا لهم بيد من قوة ووقفة من عزة, لنهضة بلد يقصده ملايين المسلمين من الأقصى والأدنى, وشهد على ذلك القريب والبعيد, وأشاد به العربي والغربي. فأربعة ربيعٍ تربعت على عرش ملك قاد دولة عريقة في الأصالة والنهضة, وأنهل العلم من الداخل والخارج, وواجه من اجل الحوار والإصلاح, ولفت الانتباه نحو القدوة والإنسانية , فحري بها أن تزفه إلى ربيعات أخريات لتنهل منه جديد ما حمل من هَمْ . فالرجل السوي من تربطه علاقات حميمة مع جيرانه وأبناء جنسه, ومساندة قضاياهم والوقوف معهم لحظة حاجتهم له, فكما قيل جارك قبل دارك, فما بالك بهذا الرجل حينما يكون ملكاً وقائدا, فلن ينسى التاريخ مواقفه من اجل نصرة القضايا العربية والإسلامية. فلم يتفق الجميع على أن التاريخ يصنع العظماء, بل هو نفسه يصنع الحدث ويؤرخ نفسه في سجل تاريخ عريق, ويبقى ما طال الزمان. فلن يصطادنا النسيان في تكرار ذكرى هذا اليوم من كل عام, بل سنذكره لأننا نشهد انبهارا جديدا في قائد جذب الأرض قبل القلب, والإحساس قبل الجسد, فلك الولاء المعطاء, ونحن نهفو بملك القلوب وصقر العروبة وخادم البيتين عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أدام الله بقاءه. محمد العمر [email protected] المدونة http://www.mohamed-alomar.com