دراما الواقع 1-2 امتطى راحلته متوجهًا إلى العاصمة. لم يكن مدركًا مدى التغيّر الكبير الذي طرأ عليها إلا ما يراه في التلفاز، ويقرأه في الصّحف، ويسمعه في حديث المجالس، وفي كل الأحوال غمرت قلبه لذةُ الفضول لمرآها بعد عَقدٍ من الزمن... انفجرت في عينيه مصابيح الكوابح، عندما اقترب من مدخل العاصمة. ظنّ أنّ حادثًا شنيعًا قد أثار حفيظة هؤلاء البشر! فتيقن بعد دقائق ثقيلةٍ أعيت عقارب الساعة أنها مجرّد نقطة تفتيش!! حينما شارف على الوصول وجد أنّ رجل الأمن متعاونٌ مع أرتال المركبات مشيرًا بكلتا يديه أن أسرعوا لفكّ خناق الطريق، بينما السيارات تجري –عند النقطة- كثقبٍ صغيرٍ في سدٍّ عالٍ. \" الوقت ليس وقت عطلة، أو محافل سياحية، هذا إذا كانت أجواء العاصمة مقصدًا للسياحة\"!! . كان الجوُّ حارًّا، وعوادم السيارات توقد لهيبها احتراقًا... لم تمضِ بضعة أكيال معدودة حتى عاد الزحام على بدئه!! هذه المرّة ما هو إلا الفضول لمشاهدة حادثٍ عابر بجانب الطريق، كان كافيًا لإيقاف المسارات الثلاث!! وكأنما سكان العاصمة يقضون ليلتهم في طرقها!! شدّ انتباهه تحوّل اللافتات التجارية من الهوية العربية إلى الهوية الإنجليزية والفرنسية، على الرغم من وجود نصٍّ نظاميٍّ رسميٍّ يمنع من الاستغناء عن اللغة العربية!!. حينما اقترب من منزل صديقه انعطف باتجاه طريق مستحدثٍ مازال يقبع في ظلامٍ دامس مع أن الحركة المرورية نشطة عليه... ارتطم الهيكل السفلي لسيارته بمطبِّ صناعيٍّ يشبه الأرصفة الموضوعة على ضفة الطريق! دون إشاراتٍ تحذيريةٍِ!! وصل إلى البيت، ليستقبله صديقه بأضواء الشموع، وتعابير وجهه تبدي حنقًا على شركة الكهرباء... \"ظلماتٌ بعضها فوق بعض\". رمية جانبية: لم تعد كرة القدم –كما يظن صديقي الناقد- مجردَ ركلٍ للكرة، بل أصبحت مؤشرًا لمفاخر سياسية، ومباهاة إعلامية بين دول العالم، يبدو ذلك جليًا عندما ترى كوريا الشمالية التي استغنت عن رياضتها الآسيوية الخاصة (الكونغ فو، والتايكوندو...) طيلة الأعوام الماضية لتأتي إلينا اليوم وتأخذ بطاقة القبول للابتعاث العالمي بين اثنتين وثلاثين دولة عالمية ستكون في جنوب إفريقيا صيف 2010 القادم، وهذا من أجل أن تضع لنفسها مزيد عظمة لاستحقاقها في بناء برامجها النووية، قد أكون مبالغًا في التفسير، ولكنكم سترون الليلة لماذا جاء الكوريون إلى الرياض؟!. أحمد بن سعد المنطيري ahmed.almutiri@gmail