انطلقت أمس فعاليات ورشة العمل والدورة التدريبية الثانية التي ينظمها كرسي أبحاث النخيل والتمور تحت عنوان “ زراعة النخيل وإدارة آفاته” وتستمر لمدة أسبوع. وبدئ الحفل المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القران الكريم ، ثم ألقى المشرف على كرسي أبحاث سوسة النخيل الحمراء الدكتور صالح الدوسري كلمة أكد فيها أن فكرة إنشاء الكرسي كانت بتوجيه من مدير الجامعة لشعوره بأهمية أشجار النخيل والمكانة التي تتبوأها النخلة في المملكة العربية السعودية وضرورة الحفاظ عليها من الآفات الزراعية وخاصة سوسة النخيل الحمراء التي دمرت آلاف من النخيل على مستوى المملكة وعلى مستوى العالم. وأضاف أنه خلال العام الماضي تم بناء جسور التعاون البحثي والتطبيقي بين الجهات ذات العلاقة وهي وزارة الزراعة ممثلة في وكالتها لشؤون الزراعة ومديرياتها المنتشرة في المحافظات التي تعاني من هذه المشكلة , كما تم تفعيل مذكرتي التفاهم اللتان تم توقيعهما أثناء حفل تدشين الكرسي العام الماضي مع كل من مركز التقنية الحيوية بالجامعة ومركز التميز البحثي لأبحاث النخيل والتمور بجامعة الملك فيصل وقد تم إجراء بعض الأبحاث المشتركة ذات الاهتمام المشترك مما نتج عن هذا التعاون المثمر بعض النتائج المشجعة. وأوضح الدكتور صالح الدوسري أن الورشة تغطي عدة محاور منها زراعة نخيل التمر، والإدارة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء، وأمراض نخيل التمر والآفات الحشرية الأخرى، والتقنية الحيوية المتقدمة في مجال نخيل التمر. إثر ذلك ألقى وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور على الغامدي كلمة شكر فيها معالي وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم على اهتمامه بكرسي سوسة النخيل الحمراء منذ انطلاقته ,ودعمه للدورة التدريبية وورشة العمل. وتحدث الدكتور الغامدي عن الرؤية المستقبلية لبرنامج كراسي البحث منذ انطلاقته ، مؤكداً أن الجامعة وجدت الدعم والمساندة من المجتمع ولله الحمد , وهو ما يؤكد أن مجتمعنا في المملكة معطاء سواءً علي مستوي الأفراد أو مستوي المؤسسات , حتى وصل عدد كراسي البحث حتى اللحظة 118 كرسي بحثي ، مبينا أن هذا العدد الذي تم إنجازه في فترة أربع سنوات يؤكد حرص المجتمع علي مد يد العون للجامعة. وكشف الدكتور الغامدي عن أن برنامج كراسي البحث ليس برنامجاً وقتياً فهو برنامج مستدام بإذن الله , حيث أصبح برنامج كراسي البحث يمتلك محفظة استثمارية, واستثمرت تلك المبالغ ضمن برنامج مشروع الأوقاف وستدر على البرنامج أكثر من 250 مليون ريال سنوياً , ومن إنجازات برنامج كراسي البحث الوقفية إنشاء برج فندقي بنحو 246 غرفة فندقية فئة الخمس نجوم وأيضا برج أجنحة فندقية لا تقل عن 76 جناح ووقعت الجامعة مع شركة الهيلتون العالمية لإدارة وتشغيل هذه المجموعة. عقب ذلك عبر وكيل وزارة الزراعة لشؤون الزراعة المهندس محمد بن عبدالله الشيحة عن شكره لجامعة الملك سعود ممثلة في كلية علوم الأغذية والزراعة والقائمين على كرسي أبحاث النخيل والتمور لجهودهم الطيبة ، مشيراً إلى أن الوزارة سخرت كل إمكانياتها والعناصر البشرية في مديرية الزراعة وفروعها للتعاون في هذا القطاع المهم ، موضحاً أن الوزارة تهتم بالنخيل والتمور, وقدمت الدعم الكبير لمزارعي النخيل من حيث الإعانات أو في شراء التمور بجانب الأعمال الإرشادية والوقائية التي تقدمها الوزارة في عدة مناطق وفي محافظات المملكة المختلفة , كما أن الوزارة أنشأت مركزاً متخصصاً لأبحاث النخيل والتمور في محافظة الإحساء. وبين المهندس الشيحة أن التعاون مستمر مع الخبراء والعلماء والمختصين في مجال زراعة النخيل من داخل المملكة وخارجها بدراسة وبحث سلوك تلك الحشرة والوقوف على مدى خطورتها والكشف المبكر عنها ووضع حلول معالجة فعالة للوصول إلى أفضل السبل الممكنة لمكافحتها واعتماد نتائج هذه الدراسات في مكونات الحملة الحالية التي يتوقع بإذن الله أن تؤتي ثمارها. وأفاد أن أحد أهم أهداف هذه الحملة هو السيطرة على هذه الآفة وعدم توسع دائرة الإصابة وتفعيل الجانب التوعوي والتثقيفي للمزارعين عن طريق تنظيم العديد من المحاضرات والندوات واللقاءات الإرشادية للتعريف بالحشرة وخطورتها، إلى جانب إنتاج عدد من المواد الإعلامية لعرضها في وسائل الإعلام المختلفة. وأكد وكيل وزارة الزراعة خطورة حشرة سوسة النخيل الحمراء التي تعد من أخطر آفات نخيل التمور في الوقت الراهن نظراً لقدرتها التدميرية الهائلة على النخيل من خلال التهام يرقاتها لأنسجة النخلة الداخلية وخاصة الأنسجة الوعائية . ، مشدداً على أهمية دور المواطن والمزارع في تفعيل هذه الحملة ونجاحها لمكافحة هذه الآفة والقضاء عليها فالمسؤولية كبيرة ومشتركة وتحتاج للتعاون الوثيق وتضافر جهود الجميع في سبيل المحافظة على هذه الشجرة المباركة.