يسألني كثير من الإخوة المطوفين هل يرشحون أنفسهم للانتخابات القادمة لمؤسسات الطوافة. وأجيبهم أن من رأيي أن كل من يجد في نفسه الكفاءة لتمثيل طائفته من حقه أن يتقدم إلى الانتخابات القادمة بغير تردد .. فنحن مقبلون على عصر جديد ستكون صورة العصر هي صورتنا نحن .. كما تكون نكون .. فإذا اخترنا السلبية ووقفنا متفرجين فقدنا الفرصة التي سنحت لنا وإذا شاركنا جميعاً فيها أمكننا أن نبعث فيها الروح وهي روحنا جميعاً فمؤسسات الطوافة والوكلاء والأدلاء والزمازمة يحتاجون إلى كل كفاية وكل شجاعة وكل علم والذين يشترطون أن تكون مجالس الإدارات القادمة كلهم من الفلاسفة والعباقرة لكي يرشحوا أنفسهم فهم جماعة من الكسالى لا يصلحون وعليهم الجلوس في منازلهم فيكفي عضو واحد قوي في مجلس الإدارة من العارفين الكادحين ليمثل المجلس ويبعث فيه الحياة ويكفي عضو واحد شجاع من المجموع لينقلب التردد إلى جرأة والتراجع إلى إقدام لتحسين الخدمات لحجاج بيت الله الحرام , فالذين فضلوا أن يصبحوا سلبيين في السنوات الماضية مسئولون إلى حد كبير عن بعض الأخطاء التي حدثت في مؤسسات الطوافة وبقية الطوائف إذ كان عليهم أن يشاركوا في إبداء الرأي للتطوير , ولكنهم سقطوا في التجربة التي أجريت لهم .. فعلينا جميعاً دخول الانتخابات وإبداء رأينا صراحة لا بالهمس في المجالس والمنتديات فهذه المهنة في حاجة إلى أعضاء لمجالس هذه الإدارات أقوياء يدافعون أولاً عن حقوق حجاج بيت الله الحرام . ويتصدون لكل ما يضر بمصلحة الحجاج يستمدون قوتهم من رب العباد ومن ثم البحث عن حقوق المطوفين وغيرهم من أرباب الطوائف ونقول لمن يرغب أن يرشح نفسه لمجلس الإدارة في كل المؤسسات أن الوزارة سوف لا تستعمل المرونة مع من ارتكب أخطاء سابقة , وأن يفكر جيداً أن هذا العمل هو عمل إنساني في الدرجة الأولى, وأن لا يتقدم ليشارك للمصلحة الشخصية لذاته وأقربائه بل ليشارك في التضحية لخدمة الحجاج وخدمة زملائه المطوفين والأدلاء والوكلاء فإن المؤسسات تنتظر أعضاء لا يضعفون أمام الإغراء ولا يتخاذلون في أداء المهمة الصعبة فليتقدم للترشيح كل من يعتبر خدمة الحجاج تشريفاً وتكليفاً لا تشريفاً فقط لمن كان مستعداً أن يضحي بمصالحة الشخصية من أجل خدمة حجاج بيت الله الحرام وأن لا يحني رأسه للمتسلطين على حساب راحة الحاج في هذا البلد الأمين وأن يبادر بتقديم الطرح الهادف المفيد . ولا يتردد على أبواب المسئولين لقضاء الحاجات في مقابل السكوت والإغضاء , ومن لديه الشجاعة أن يقول (لا) لغير المعقول والمنطقي ولا نريد أعضاء يدقون الطبول لتموت المهنة ولتعلموا أن الذين يزرعون اليوم الشجاعة سوف يحصدون الاحترام. للمطوف والدليل والوكيل الذي يخلص لهذه المهنة بالنزول إلى الميدان في سبيل خدمة الحجاج فمهمتك ميدانية لكي تخدم المسلم , إنك غداً لن تجد عضوية هذا المجلس إذا لم تضحِ ففي يديك ثروة ضخمة أكبر من كل شيء وأكبر من أي دخل ترغب الحصول عليه وهي كسب الأجر والثواب من الله تعالى , فالحرية والأمانة في هذه الانتخابات يجب أن تتوفر فيمن يُختارون للإشراف عليها وهذا طريقنا الوحيد إلى عصر جديد . فيا طالب العمل في هذا المجال . كن عالي الهمة ولا يكن في قلبك الرهبة والهيبة فتتضاءل فأنت في حاجة إلى نفس عالية , فادخل الانتخابات وقل رأيك علناً ولا تكتفي بالهمس ولا ترتكب أغلاطاً تتعثر فيها فتقع أرضاً ... واعمل على رفع مستوى خدمة الحجاج وعيونك مفتوحة ولتخطو خطوة إلى الأمام .. لا إلى الوراء وبإذن الله سوف تعيش أحلامك وآمالك. مكة المكرمة