يحمل منتخب العراق حامل اللقب مشاكله الادارية والفنية لمواجهة نظيره الاماراتي المستقر والباحث عن التقدم بهدوء الى الدور ربع النهائي من كأس اسيا لكرة القدم في قطر ضمن منافسات المجموعة الرابعة. العراق كان حقق انجازا تاريخيا في النسخة الماضية عام 2007 حين توج بقيادة المدرب البرازيلي جورفان فييرا بطلا بفوزه على السعودية في المباراة النهائية بهدف لمهاجمه يونس محمود. لم يقدم منتخب العراق في مباراته الاولى امام نظيره الايراني وجه البطل الحقيقي، فرزت بعض المشاكل الفنية في ارض الملعب اذ كانت خطوطه مفككة وتمريراته غير مدروسة وهجماته عشوائية في معظمها، كما ظهرت بعض المشاكل الادارية ايضا الى العلن. ويبدو ان علاقة المدرب الحالي الالماني وولفغانغ سيدكا ليست على ما يرام مع عدد من اللاعبين رغم اعلان البعثة العراقية رسميا ان الامور تسير جيدا، الا ان مساعد المدرب ناظم شاكر فضل بعد الخسارة امام ايران الابتعاد من منصبه “لاسباب شخصية”. وقال شاكر الذي عين مساعدا لسيدكا لدى تعيين الاخير الصيف الماضي “هناك اسباب شخصية وراء هذا الاعتذار وقد تفهم الاتحاد العراقي والمسؤولون الاسباب التي دفعتني الى اتخاذ هذا القرار ولا يمكن ان استمر في ظلها”. يذكر ان العلاقة بين شاكر والمدرب الالماني توترت في الفترة الاخيرة قبل انطلاق البطولة بسبب اختلاف وجهات النظر بينهما. نائب رئيس البعثة العراقية عبد الخالق مسعود قال “طوينا الصفحة واعتذار المدرب المساعد ناظم شاكر عن عدم الاستمرار في مهمته امر طبيعي ولن يؤثر على مسيرة المنتخب، وليس صحيحا ان الامر تم بناء على رغبة سيدكا”، مؤكدا ايضا “لا توجد فتنة بين لاعبي العراق وما حدث مع اللاعب باسم عباس تم تجاوزه، العراق عائلة واحدة، والاتحاد العراقي راض تماما عن عمل المدرب سيدكا لانه يقوم بدوره”. اظهر لاعبو منتخب العراق حماسا كبيرا في التدريبات امس واعلنوا أنهم يسعون الى التعويض امام الامارات لان الفوز عليها يشكل مفتاح التأهل الى الدور ربع النهائي، لكن عليهم تقديم اداء جيد بدءا من يونس محمود الى هوار ملا محمد ونشأت اكرم وقصي منير وعلي رحيمة وعلاء عبدالزهرة وغيرهم. لكن “الابيض” الاماراتي يدرك بدوره ان منتخب اسود الرافدين سيلعب امامه مهاجما بحثا عن الفوز لتعويض خسارته امام ايران، ولا شك ان مدربه السلوفيني الهادىء ستريشكو كاتانيتش وضع الخطة المناسبة للتعامل مع مجريات المباراة. منتخب الامارات كان تعادل مع نظيره العراقي في الدور الاول من “خليجي 20” في اليمن، رغم افتقاده الى اكثر من عشرة لاعبين اساسيين جراء انضمامهم في حينها الى المنتخب الاولمبي الذي نال فضية دورة الالعاب الاولمبية في غوانغجو الصينية بخسارة صعبة امام نظيره الياباني، والى صفوف فريق الوحدة الذي مثل الامارات في بطولة العالم للاندية في ابوظبي. ويبقى افضل انجاز لمنتخب الامارات في كأس اسيا وصوله الى نهائي النسخة الحادية عشرة على ارضه قبل ان يخسر بصعوبة امام نظيره السعودي بركلات الترجيح 2-4 بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي صفر-صفر. يذكر ان منتخب الامارات له تجربة مونديالية ايضا حين تأهل الى كأس العالم عام 1990 في ايطاليا. اهدر منتخب الامارات الفوز في المباراة الاولى على نظيره الكوري الشمالي اذ كان الطرف الافضل على مدار الشوطين واستفاد لاعبوه كثيرا من اهدار الكوريين ركلة جزاء في الدقيقة العاشرة، فحصلوا على فرص عدة خصوصا عبر احمد خليل لكنهم لم يتمكنوا من التسجيل. يعول كاتانيتش على لاعبين جيدين امثال الحارس ماجد ناصر، وخالد سبيل ويوسف جابر وحمدان الكمالي وعامر عبد الرحمن واسماعيل الحمادي واسماعيل مطر واحمد خليل. المدرب السلوفيني اعرب عن ارتياحه لاداء فريقه في المباراة الاولى، آملا في الخروج بنتيجة جيدة امام العراق في الثانية. وقال كاتانيتش “انا راض جدا عن الاداء الذي قدمه اللاعبون وعن الطريقة التي لعبنا بها امام كوريا الشمالية، ولكن للاسف لم نستفد من الفرص العديدة التي سنحت لنا للتسجيل”. وتابع “آمل ان يكمل المنتخب على هذا المنوال في المباراتين المقبلتين وهذا هو الاهم، ونسعى الى الخروج بنتيجة جيدة امام العراق رغم صعوبة المهمة لانه بطل الدورة الماضية”. خاض منتخب الامارات تحت قيادة كاتانيتش منذ ان حل في 10 يونيو 2009 بديلا للفرنسي دومينيك باتنيه، 19 مباراة ما بين رسمية وودية، فلم يعرف الخسارة الا في 4 مناسبات في حين فاز 9 مرات وتعادل 6 مرات (سجل 23 هدفا ودخل مرماه 11 هدفا).