بحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رئيسة المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية بالمنطقة الغربية انطلقت أعمال الجلسة العلمية الثانية للمؤتمر الطبي الاجتماعي الثاني للرعاية الصحية المنزلية وكان عنوان الجلسة التجارب العالمية للرعاية الصحية المنزلية. ورأس الجلسة رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور سالم الضاحي ونائب رئيس اللجنة الدكتورة عائشة الصغير. وطرحت الجلسة العلمية الثانية 3 تجارب عالمية في مجال الرعاية الصحية المنزلية هي تجربة كنداوالسويد وماليزيا. واثنى الخبراء العالميين المشاركون في الجلسة على استضافة المملكة العربية السعودية لواحد من أهم المؤتمرات التي تجسد التطور الذي حققته المملكة في القطاع الصحي وتفهم القطاعات الصحية والمؤسسات الخيرية ومنها المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية التوجه لخدمة المرضى المزمنين وطويلي الإقامة. حيث تحدث الدكتور يورغان ناسمان خبير في الرعاية الصحية المنزلية ومستشار في الرعاية التلطيفية عن تجربة السويد في مجال الرعاية الصحية المنزلية. وقال ان السويد عملت على تطبيق تقديم خدمة الرعاية الصحية المنزلية لتكون اليوم واحدة من التجارب النموذجية على مستوى العالم في هذا الشأن بعد أن كانت تعاني من الكثير من المشكلات والمتاعب في نمو الاعداد المتزايدة للتنويم في المستشفيات بسب كبر السن أو الاصابة بأمراض مزمنة. وشدد على ان السويد وضعت لوائح تنظيمية لتعديل مستوى الخدمة المقدمة على أعلى معايير الجودة العالية. وأشار الخبير السويدي إلى ان السويد قامت من خلال قاعدة معلوماتية معرفة عدد المحتاجين للرعاية الصحية المنزلية عن طريق المجالس البلدية أو ممن هم مصابين بأمراض مزمنة لا تحتاج إلى مستشفيات وانما تحتاج إلى رعاية صحية منزلية. وقامت الدولة بتقديم الدعم المادي اللازم كما تم وضع إدارة متخصصة لتقديم هذا النوع من الخدمات والعمل على تنظيم الوضع الصحي وتقديم التقارير عن عدد حالات المرض في المنازل وبالتالي تم وضع آلية لتقديم هذه الخدمة من خلال انشاء مراكز متخصصة للرعاية الصحية المنزلية في كل حي تضم كادر وطاقم طبي يعمل بكل اقتدار لتقديم هذه الخدمة خلال الأربعة وعشرين ساعة. وبين الدكتور ناسمان ان التجربة السويدية عملت وما زالت تعمل على تقييم مستوى الخدمة وحين توفى حالة لسبب فان الجهة المقدمة للخدمة تدرس اسباب الوفاة وهل كان عائداً لقصور في تقديم الخدمة حتى يمكن تفاديها في المستقبل. وتحدثت السيدة شيري هكستيب نائب رئيس فون كندا عن التجربة الكندية في الرعاية الصحية المنزلية معربة عن أملها في ان يكون هناك تواصل بين الخبراء من أجل الاستفادة والافادة من هذه التجارب. وشددت على ان المؤتمر يعد مهماً من أجل رفع كفاءة تقديم الخدمة العلاجية للمرضى داخل أسرهم. وتحدثت عن أهمية التعليم وايجاد التخصص في الجامعات والكليات من أجل تعليم وتدريب كوادر تعمل بكفاءة في تقديم الخدمة وهو ما طبقته كندا في مسيرة تعليمها الصحي. وبينت ان التجربة الكندية تلخصت في اعداد خطة وطنية لتوفير الثقافة الصحية لكبار السن وتفهم مشاعرهم ومساعدتهم ومساعدة أسرهم على التكيف مع حالتهم الصحية وتوفير طاقم طبي متخصص في تقديم العلاجات المهنية من حملة الدرجات الجامعية والتركيز على ان يتحكم المريض في اعراض مرضه من خلال توفير الأجهزة المتخصصة التي توفر له احتياجاته دون الذهاب إلى المستشفى. وقالت ان كندا تقوم بدعم الأسرة وأقارب المريض ومساعدتهم في الاجابة على أي استفسار من خلال ملفات موجودة عن حالة المريض لدى الجهة التي تقدم خدمة الرعاية الصحية المنزلية. ونوهت الخبيرة الكندية بما شاهدته في الفيلم الوثائقي الذي عرض في بداية الجلسة الافتاحية في المؤتمر والذي وضح لنا تجربة نموذجية سعودية عالمية جديدة في الرعاية الصحية المنزلية من خلال المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية. واكدت ان ما شاهدناه دليل علىنضج التجربة وقوة الكفاءة في تقديم الخدمة وهو ما يدل ايضاً على ان المملكة تسير مع دول العالم المتقدم في التوجه لهذا المفهوم في مجال الرعاية الصحية المنزلية. عقب ذلك تحدث د. ادنين حمزة الرئيس التنفيذي لهوسبيس لعرض التجربة الماليزية في مجال الرعاية الصحية المنزلية. د. ادنين شكرت الأميرة عادلة بنت عبدالله على دعوة هذه النخبة من الخبراء المتخصصين في الرعاية الصحية المنزلية. ثم تم التطرق من قبل د. ادنين عن التجربة الماليزية تمثلت في اعداد الدراسات والبحوث الميدانية لوجود قاعدة بيانات توضح عدد المرضى المحتاجين للرعاية داخل منازلهم وان التجربة الماليزية استعانت بطلاب وطالبات كليات الطب في تطبيق وغرس ثقافة الرعاية الصحية المنزلية لدى السكان . وان ماليزيا استطاعت من خلال هؤلاء الطلاب معرفة كيف يمكن تفهم مشاعر المريض والسعي نحو الخروج من حالة الاكتئاب التي يعاني منها وافهامه ان وجوده في المنزل سيكون له اثر في تحسن حالته والعيش في راحة وأمان وان القطاع الصحي سيقدم له نفس الخدمة التي يتلقاها في المستشفى ، وان التجربة الماليزية عملت على رفع كفاءات الممرضات والعاملين في الحقل الفني لتقديم الخدمة بكفاءة عالية بالتواصل مع الاطباء واستشاراتهم. وان التجربة اعطت للمريض الراحة التي توفر له البقاء في المنزل بجانب أسرته وتوفير احتياجاته من الأجهزة وفق متطلبات علاجه. بعد ذلك شكر رئيس اللجنة العلمية الدكتور سالم الضاحي المتحدثين في الجلسة مؤكداً ان توصيات المؤتمر سوف تتطرق إلى التجارب العالمية النموذجية في مجال الرعاية الصحية المنزلية .