كثير ما يؤكد المصريون حكومة كانوا أم معارضة على أن هناك أمرين يشكلان خطاً أحمر لا يمكن السماح بتجاوزهما وهما مياه النيل والوحدة الوطنية، والوحدة الوطنية تعني في الأساس التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين، وذلك لما لهذا الأمر من حساسية بالغة، وواجهت مصر كثيراً من الضغوط الخارجية من أجل الأقباط ومعاملاتهم ، كما أن هناك بعض المناوشات حدثت بين أقباط ومسلمين سعت جهات خارجية إلى تضخيمها لاضعاف مصر ودورها ، ولكن المشهد العام هو التعايش التام بين المسلمين والمسيحيين وتحرص الدولة على الحفاظ على هذا التعايش بشتى السبل ، ومن هنا نعرف تماماً ما كان يستهدفه التفجير الانتحاري الذي هز كنيسة القديسين بالإسكندرية في الساعات الأولى من صباح السبت إذ من ضمن أهدافه دفع المسيحيين والمسلمين للعداء والاصطدام في الشارع كما حدث من قبل ولكن تم احتواؤه ولكن لما كان هذا العمل الانتحاري الاجرامي يحمل بصمات خارجية وحرص كل المسؤولين للتركيز عليها كانت النتائج عكسية لمخططي الهجوم وتدبيره حيث ارتفعت دواعي الوحدة فوق دواعي التشرذم والتصادم وكان الخطاب الرسمي والمعارض يصب في خانة العمل على ترسيخ الوحدة ويمكن القول أن التفجير الانتحاري فشل تماماً ولكن لا يعني أن من نفذوا هذا التفجير هم من يريدون زعزعة استقرار مصر فهناك متربصون كثر على رأسهم إسرائيل التي سوف تستغل هذا الحادث لتوسيع الهوة بين المسلمين والأقباط في مصر ما وجدت إلى ذلك سبيلاً.