وجهت المملكة بالأمس تحذيراً قوياً من تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وما تقوم به اسرائيل من أعمال هدم واستيطان وتهويد في مدينة القدس وفي محيط المسجد الأقصى المبارك. وليست هذه هي المرة الأولى التي تحذر فيها المملكة من الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية ، ولكن الظرف يرتبط بتطورات خطيرة، تمثلت هذه التطورات في اعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية علناً وقف مسعاها الرامي إلى الضغط على إسرائيل لتجميد الاستيطان، وهذا يعني فيما يعني أن تنطلق اسرائيل في سياستها الاستيطانية من غير تحفظ ، وهو اجراء لا يعني في واقع الأمر إلا دفع الأمور باتجاه التوتر ومزيد من التعقيد الذي يحول دون استئناف مفاوضات مباشرة. كما أن تحذير المملكة يتزامن مع زيارة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشيل للمنطقة وهو صاحب التقرير الذي ارتبط باسمه ويحذر فيه من أن الاستيطان هو السبب الرئيسي للاستفزاز في المنطقة ودفعها نحو التوتر إذ إنه استلاب للحق الفلسطيني في وضح النهار ..وليس أدعى للتوتر من سلب الحقوق جهاراً نهاراً. في ظل هذه التطورات ذات التأثير السلبي على عملية السلام جاءت دعوة المملكة الصادقة إلى الأمتين العربية والاسلامية إلى اتخاذ موقف حازم لردع إسرائيل عن الاستمرار في تلك الانتهاكات التي تقود إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم ، والعرب والمسلمون قادرون على اتخاذ هذا الموقف الذي سيجبر العالم على التدخل الايجابي ولو بعد حين من أجل وقف الاستيطان واستعادة بوصلة السلام إلى مسارها الصحيح.