من المفرح حقاً موافقة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة على انشاء صندوق تمويلي لدعم حلقات تعليم القرآن الكريم في المنطقة بعد أن أمر يحفظه الله بتوطين الوظائف في حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المنطقة، هذا القرار الصائب والحكيم من لدن سموه لم يأتِ من فراغ بل كان مبنياً على تقارير مؤتمنة تصب في مصلحة البلاد والعباد، لا تخفى على كل ذي بصر وبصيرة . ومن المحزن حقاً ان هناك من حاول تعطيل القرار بل تعدى ذلك الى ترهات ما أنزل الله بها من سلطان، ويكفينا ان حفظ القرآن الكريم وأهله من الحكومة السعودية محل القلب من الجسد وهذه مطبعة القرآن الكريم في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم خير شاهد على عناية هذه البلاد بالقرآن الكريم من خلال طبع ملايين النسخ وتوزيعها مجاناً لكل دول العالم الاسلامي سنوياً ناهيك عن ما يحظى به القرآن الكريم في وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية من عناية لا تخفى على كل منصف ولاننا في السعودية دائماً ما نواجه ثورة من الاعتراضات المتسرعة من بعض الذين يخطفون الكبيبه من رأس القدر أو يحاولون افهام الآخرين بأنهم من الطيبين الذين لا يتورعون عن ذكر الحق في كل الظروف وتناسى هذا البعض ان القرآن الكريم علاوة على ما فيه من علوم ومعارف وقصص فانه يهذب السلوك ويحث على مكارم الأخلاق ما لا يتسع المجال لذكره في هذه المقالة، واستغرب لماذا هذا التجني على قرار اقل ما يمكن القول حياله، انه يحقق الاهداف التي صدر بسببها هذا القرار ومنها توطين الوظائف في هذه المهنة الشريفة ونعلم جميعاً ان جميع دول العالم العربي والاسلامي لا تقوم بتشغيل اي فرد من أي جنسية في هذه البلاد ما عدى مواطنيها، أليس هذا حقاً مكتسباً ومشروعاً لنا في المملكة العربية السعدوية كما هو لغيرنا في دول العالم المختلفة؟. ولماذا نحن فقط في المملكة العربية السعودية نلام على التصحيح وان جاء متأخراً كثيراً فالصدقات والهبات واطعام الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً واسيرا لها مواقعها بعيداً عن عالم الدروشة والطيبة التي قد تجرنا الى ما لا تحمد عقباه، ويعلم الله وحده الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ليس الهدف من كتابة هذا المقال منع الخير عن أهله والمحتاجين اليه وخصوصاً من يحملون القرآن في صدورهم وعقولهم لأن القرآن الكريم ليس صنعة للتكسب وما يحمد لهذا الصندوق انه يسعى الى تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية لتدريس القرآن الكريم وعلومه من منبعه الاصلي وانشاء معهد متخصص في علوم القرآن للقيام بتأهيل واعداد الكوادر الوطنية المؤهلة في تدريب القرآن الكريم وعلومه ودعم المعاهد التابعة لجمعية تحفيظ القرآن بمنطقة مكةالمكرمة وكذلك انشاء وادارة أوقاف دائمة يعود ريعها للصندوق لاستدامة مصادر دخله واستمرار ادائه ومهامه وتنفيذ برامجه تحقيقاً لأهدافه المقصودة ولانسانية القرار جاء من ضمن تعديل المسار ان الامر يستغرق قرابة الثلاثة اعوام حتى تعطى الفرصة لتنفيذه 100*100 مع اعطاء الفرصة لمن يمتهن هذه المهنة حالياً من غير السعوديين لتعديل اوضاعهم وفي ذلك ان تكون اقامة المعلم على كفالة الجمعية وغير مخالف لنظام العمل والعمال، الحصول على اجازة جامعية او دبلوم في علوم القرآن وتجويده (ونطقه باللغة العربية الفصحى) وان يكون سجله خالياً من السوابق الجنائية او الأمنية وموافقة مقام الامارة علي ذلك، وهنا اقترح تشكيل لجنة من مقام الامارة لمتابعة تنفيذ هذا الملف الهام والتنسيق لاستكمال منظومة العمل الاسلامي الانساني المهم، ومن بنود خطة العمل وضع برامج محفزة لاستقطاب المعلمين والمعلمات السعوديين وهنا اقترح ان تكون المكافأة مجزية لمعلمي القرآن الكريم لا تلك المكافأة المتواضعة التي كانت السبب الرئيسي في تدني المستوى المأمول ونحن دولة منبع القرآن الكريم، واجدها فرصة مناسبة لمناشدة رجال المال والأعمال لدعم الصندوق بأموال وفيرة حتى يتحقق المراد في أقل من ثلاث سنوات حسب الخطة المقترحة لهذا الصندوق وكذلك ولو أمكن توفير كوبونات للمساهمة من جميع المواطنين والمقيمين لدعم الصندوق ولو بمبلغ بسيط من فئة 5 ، 10 ، 20 ، 50 ، 100 ريال لكسب الجزء الأوفى من رب العزة والجلال وكذلك أتمنى أن تحويل الأموال المتبرع بها من الذين انعم الله عليهم لبناء المساجد الى بناء المدارس الخيرية والأهلية خصوصاً في المخططات التي يشاهد فيها عدد كبير من الجوامع والمساجد وكلها أعمال بر وخير واحسان ولا نملك إلا الدعاء للقائمين على هذا المشروع الاسلامي العظيم بأن يجعل الحق سبحانه وتعالى ما يقومون به في سجل حسناتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم، وكل الشكر والتقدير لصاحب القرار الأول في هذا الشأن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ومساعديه الأمير عبدالله بن فهد وكيل امارة منطقة مكةالمكرمة للشؤون الأمنية ومعالي الدكتور عبدالله بن عمر نصيف المشرف العام على جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة مكةالمكرمة وغيرهم. وخاتمة القول اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه وعلى الله قصد السبيل.