ما إن رفع السويسري جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، المغلف الذي يحمل اسم قطر حتى بدأت قلوب القطريين تتقافز ومعها الآلاف من المُقميين، وبهدوء رفع بلاتر البطاقة التي كانت تضم اسم الفائز بشرف تنظيم مونديال عام 2022 ليكشف عن اسم قطر الدولة الصغيرة التي لا يتعدى عدد سكانها المليون والنصف. الحلم الذي تحول إلى حقيقة جعل الجميع يعانق شوارع الدوحة بفرحة عفوية لم تعرف لها العاصمة القطرية مثيلاً، فعلى الرغم من أن كورنيش الدوحة، الذي يعتبر واحداً من أهم شوارع العاصمة الرئيسة، سبق له أن احتضن العشرات من المناسبات والجماهير، الا أنه للمرة الاولى يشهد هذا الجمع الكبير من المحتفلين اللذين اطلقوا العنان لمزامير سياراتهم معبرين عن فرحتهم بهذا الفوز والانجاز. وهكذا فازت قطر لتخرج معها جموع بشرية إلى كورنيش الدوحة للتعبير عن الفرحة الكبرى التي ربما كانت أشبه بالحلم، إن لم تكن هي الحلم بعينه. فيما تجمع العشرات في سوق واقف التراثي وسط الدوحة أمام شاشات ضخمة، لتنطلق الأهازيج ممزوجةً بدموع الفرح التي خالجت العشرات. سعادة كبيرة فرحة قطرية كبيرة يقول ثامر بن عبدالله المري إن ما جرى يشبه الحلم، ويضيف ل”العربية.نت”: “لم أصدق أن قطر يمكن أن تنافس أمريكا وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية، نعم نملك امكانيات كبيرة الا أننا نبقى أقل بكثير من دول لها باعها الطويل، ولكن لا يأس مع الحياة كما يقولون”. أحمد حمزة، وهو عراقي من بين العشرات من الشباب المتطوعين في ملف قطر، جثا باكياً بعد إعلان النتيجة ليعانق الأرض. ويقول: “كنت أشعر أن العراق فاز، لا يمكن أن أصف لك حجم الفرحة الكبيرة التي شعرت بها، كان العراق يلعب في نفس الوقت مع الكويت، كانت عيني على المباراة وعيني الأخرى على الشاشة التي تنقل الحدث من سويسرا، خسرت العراق بركلات الجزاء ولكن قطر نجحت وكانت الفرحة كبيرة بحجم أحلامنا”. وفي الحي الثقافي أو ما يعرف ب”كتارا”، تجمع الآلاف من القطريين والعرب أمام شاشة عملاقة وُضعت لهذا الحدث لمشاهدة تفاصيل إعلان النتائج، قال أحمد العنزي إنه كان واثقاً من الفوز بتنظيم المونديال، ويتابع “لا أخفي عليك إني كنت قلقاً، ولكن وفدنا القطري عرف كيف يعزف على أوتار النجاح، عرف كيف يدخل إلى تلافيف أعضاء الاتحاد الدولي ويخاطبهم بما يفهمون، إننا واثقون اليوم بأن قطر سوف تكون عند مستوى الحدث”. ومن السعودية جاء العشرات من مواطني المملكة ممن وجدوا في فوز قطر باستضافة الملف المونديالي فوزاً للسعودية، ومن بينهم إبراهيم القحطاني الذي كان يجوب شوارع الدوحة رافعاً العلمين السعودي والقطري، وقال “جئت إلى قطر لأقول إننا معكم، الفرحة اليوم فرحتان، فرحة شرف التنظيم لقطر وفرحة فوز الأخضر السعودي على الإمارات وترشحه لنهائي كأس الخليج”. البركة بالنساء جانب من الاحتفالات القطرية ولعل نور الخالدي وجدت فيما قامت به الشيخة موزة، حرم أمير دولة قطر، من دعم لملف المونديال فرصتها للتفاخر، وقالت: “لقد صنعت الشيخة موزة ما عجز عنه الرجال، كانت تتحدث بثقة أمام أعضاء الاتحاد الدولي وعرفت كيف تقنعهم بملف قطر، كانت رائعة وهي مثال للمراة القطرية والعربية”. وليس بعيداً عنها كانت تقف سمية الانصاري التي قالت: “لعبت الشيخة موزة دوراً لا يمكن أن يخفى على أحد، لقد كانت الداعم الأبرز والأكثر فعالية لهذا الملف، كانت تتحرك بخفة وثقة وخاطبت العالم بلغة راقية، كانت مثالاً حياً للمرأة المثقفة المتعلمة التي تعرف ما تريد، لها ولكل الوفد القطري نقول شكراً لقد رفعتم رؤوسنا عالياً”. ومن المنتظر أن يكون الوفد القطري، والمؤلف من أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة وحرمه الشيخة موزة ورئيس الوزراء حمد بن جاسم ورئيس الملف القطري محمد بن حمد، أن يعود إلى الدوحة يوم أمس الجمعة.