رغم كراهتي لكرة القدم وعزوفي عن مشاهدة مبارياتها الا ان ذلك لم يمنعني من متابعة المباريات الهامة لمنتخبنا السعودي وسبب الكراهية هو ما تبين لي من خطورة كرة القدم على اللاعبين والاداريين والمتفرجين فاللاعبون يتعرضون فيها للكسر والاعاقة كما يموت الكثير من الإداريين والمشجعين اما على أرض المدرجات أو في البيوت أمام شاشات التلفزيون والسبب ان مباريات كرة القدم تخلق حماساً شديداً وتوتراً عصبياً عظيماً يسبب الجلطات الدموية والسكتات القلبية وتنشر الصحف في كل شهر أخبار وفيات المباريات في كل القارات. وقد زاد بغضي لكرة القدم بعد ما حصل بين المصريين والجزائريين في كأس أفريقيا من شغب وحقد وكراهية وسقوط جرحى وقتلى وهو أمر خطير لا يحدث عشر معشاره في أية رياضة بدنية أخرى. ولقد اتخذت شخصياً قبل عدة سنوات قراراً حكيماً والزمت نفسي به وهو ان لا أشاهد أية مباراة الا في يومها الثاني أو الثالث وبعد ان أكون قد عرفت مقدماً احداثها ونتيجتها وبعد ان اتهيأ نفسياً لقبول ما حصل فيها ولولا هذا التصرف الحكيم لقضت علي قبل عدة سنوات مباراة منتخبنا السعودي مع ألمانيا في كأس العالم. ومن احسن الدورات الرياضية التي شاهدتها دورة الألعاب الرياضية للبلدان الإسلامية والتي عقدت في جدة قبل عدة سنوات وكانت دورة رياضية ناجحة بكل المقاييس ولم تدخل في تلك الدورة أهداف فقط بل ودخل أثنائها عدد من اللاعبين والمدربين الضيوف إلى دين الإسلام. وبقدر ما سرني فوز منتخبنا السعودي على المنتخب اليمني بأربعة أهداف نظيفة في خليجي عشرين بقدر ما اعجبتني الروح الرياضية العالية للجمهور اليمني والمسؤولين الرياضيين والكتاب والصحفيين باليمن والذين تقبلوا هزيمتهم الكروية الثقيلة بهدوء وسكينة وأدب ولم تضعف نتيجة المباراة أواصر المحبة والود بيننا وبينهم بل تعمقت وزادت بعد المباراة بما يدلل ان الرياضة ومسابقات الكرة مدعاة للتقارب والمحبة بين الشعوب وليست طريقاً للتعصب والعداوة . ولم يزد تعليق الكتاب اليمنيين على هذه الهزيمة الثقيلة على قولهم (المنتخب الجار يقسو على أهل الدار) وكتب صحفي آخر: لقد غطينا عدن كلها بالحراسات ونسينا حراسة المرمى. وقد أوشك فار الفندق ان يخرب خليجي عشرين كما خرب فار قديم سد مأرب فضاعت حضارة اليمن الا انه تبين ان فار الفندق كان حلم يقظة لذا لم يؤثر على خليجي عشرين الذي نتمنى ان يكون تظاهرة رياضية تزرع المحبة والاخوة بين الشعوب العربية اضافة إلى ما تقدمه للمشاهدين حول العالم من المتعة الكروية والبهرجة الفنية. واستطيع ان أقول بمصطلحات طب العيون وهو تخصصي ان خليجي عشرين سيكون عشرين على عشرين بالمصطلح الأمريكاني وبالانجليزي ستة على ستة وتفسير ذلك كروياً ان خليجي عشرين سيكون عال العال وسيتوج فيه المنتخب السعودي إن شاء الله بكأس الخليج.