نواصل الحديث عن فعاليات سوق عكاظ الرابع لهذا العام بعد ان تحقق فيه العديد من المميزات الطيبة وعلينا العمل الدؤوب من أجل التطوير والنهوض كما يريد المسؤولون وعلى رأسهم المسؤول الأول عن السوق سمو الأمير خالد الفيصل باعث مجد هذا السوق لذلك نأمل تكامل جميع الاراء التطويرية التي تجعل من سوق عكاظ يأخذ الصبغة العالمية مع ضرورة المحافظة على طابعه السابق من حيث المناشط والتجهيزات في البنية التحتية عند انشاء المباني لأن سوق عكاظ يمثل ارثاً حضارياً من حيث السبق الحضاري رغم انه في السابق عبارة عن مدينة دون مبانٍ عدا القباب والخيم ومصادر المياه من عين (الخلص) التي اخذت اسمها من جبل الخلص المطل على السوق وقد تم كشف اثارها قرب مزرعة الملك خالد رحمه الله اخيراً وما نريده هو جعل سوق عكاظ الحاضر يمثل في الشكل والموضوع عكاظ الماضي ويكون لدينا القدرة على استلهام الماضي وربطه بالحاضر بشكل يؤكد لنا اننا نملك بوصلة الاتجاه الصحيح نحو ترسيخ مضامين الجودة والاتقان في أعمالنا المنجزة وسوق عكاظ وهج تاريخي يجب ان يمثل الهوية العربية ضمن مكونات حضارتنا الماضية خاصة واننا الآن نعيش عصر ذوبان حضارات الامم الحياة تحت مسمى (العولمة) لذلك لا يصح لنا الانبهار بالمباني الاسمنتية الجامدة ونجعلها ضمن مباني سوق عكاظ الحاضر علينا تشكيل فن معماري مميز فيه لمسات من الماضي الجميل ويحقق المعطى الحضاري المتناغم مع الماضي فيه جودة الاتقان عند التنفيذ لأن سوق عكاظ معلم حضاري تاريخي يستحق المزيد من البذل والاخلاص والتروي عند تنفيذ مشاريعه والاستعانة في ذلك بخبراء في تاريخ عكاظ وخبراء في الفن المعماري الذي يمثل حضارة العرب والبعد عن التشويه السائد الآن في البناء وايجاد هوية في مباني سوق عكاظ تحاكي الماضي وتواكب الحاضر وتدل على عقلية ناضجة لمن نفذها وتسجل للمستقبل المتانة والقوة وديمومة البقاء لتصبح شاهداً على عصرها في الأزمنة القادمة ولذلك يجب اخذ المواد الخام التي سوف تستعمل في البناء من البيئة المحلية المحيطة بسوق عكاظ الحجر الموجود ومنه ما يسمى بحجر (المرو) وكذلك نوعية التربة الحمراء الطينية وجذوع الأشجار المحلية وتوفير مياه جارية بحفر ابار تسقي حدائق ومزارع تزرع فيها فواكه الطائف مثل العنب والرمان والحماط والورود والنخيل وغير ذلك يقرر هذا مختصون في الزراعة والمياه المهم لدينا هو الحفاظ على تفرد سوق عكاظ عن غيره بسمة واضحة تمثل الاصالة والبعد عن التقليد ومسخ الهوية حتى نصل بسوق عكاظ في حاضره ومستقبله الى العالمية ويجد الزائر له ما يرضي طموحه لكون سوق عكاظ من المعالم الهامة في الذاكرة التاريخية وهذا يستدعى علينا تشكيل هذا المعلم ليصبح أكثر قوة وحسناً مما كان عليه ماضيه من حيث الفعاليات والانشاء وتوفير الخدمات المهمة داخله على أن يمتاز سوق عكاظ تقدماً كل موسم من مواسمه القادمة نحو التوهج والتطور وضمن ارادة واعية ومدركة للكيف وليس الكم وفق الله الجميع الى الخير.