أجلت الأممالمتحدة الخميس موظفيها المدنيين من منطقة أبيي المتنازع عليها بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية، وشهدت المنطقة استمرار نزوح الآلاف من المدنيين مع دخول الاشتباكات الدائرة هناك يومها الثالث. كما أعلنت الهند خطف أربعة من مواطنيها يعملون في مجال النفط هناك.وقال المتحدث باسم المنظمة خالد منصور “أجلينا كل موظفينا خلال ال36 ساعة الأخيرة وهم حوالي 259 شخصا” مضيفا أن هؤلاء هم كل الموظفين المدنيين الدوليين ومعظم الموظفين المحليين.وأضاف إنه لا يزال للأمم المتحدة قرابة أربعمائة رجل في المنطقة من بينهم خمسة سودانيين فضلوا البقاء هناك، ومئات من قوات حفظ السلام ومعظمهم من زامبيا. وحول طبيعة الأوضاع الأمنية في أبيي، ذكر المتحدث باسم المنظمة الدولية أن إطلاق نار سُمع بالقرب من القاعدة الرئيسية للأمم المتحدة. كما قال مسؤولون محليون إن آلاف المدنيين فروا من اشتباكات المنطقة الغنية بالنفط.وتحدث عاملون بمنظمات إغاثة ومسؤولون سودانيون جنوبيون عن وقوع أعمال نهب وإضرام حرائق بالمدينة. وذكر نائب حاكم أبيي أن الطرفين (الحكومة والحركة) اتفقا على نشر وحدات مشتركة وسط المدينة لتعمل كعازل بين الجانبين.وأضاف موسا مالي أن الأوامر صدرت بالفعل لتلك الوحدات بالتوجه إلى وسط المدينة، لكن أصوات قتال عنيف ترددت مع انتهاء اجتماع عقد على مستوى رفيع بين الخصوم السابقين.وقال مالوني تونج المسؤول المحلي من الحركة الشعبية الجناح السياسي للجيش الشعبي لتحرير السودان السابق “فر أغلب المدنيين من البلدة هناك نحو 25 ألفا إلى الشرق من أبيي، والوضع ليس هادئا”. وأشار المتحدث باسم الجيش الشعبي بيتر بارنيانغ إلى أنه لا تتوافر لديه معلومات حول الضحايا، لكن العمل جار بين وجهاء من قبيلتي المسيرية والدينكا لحل الأزمة.لكن قائد القوات المسلحة السودانية في أبيي اللواء منتصر صابر نفى استمرار المعارك، قائلا إن العمل جار مع الأممالمتحدة لإعادة الهدوء.ويقول مراقبون إن الاشتباكات محلية، ولا يتوقعون أن يؤثر العنف على العلاقات بين الشمال والجنوب والتي تحسنت بصورة ملحوظة منذ وقوع هجوم غير مسبوق من متمردي دارفور على الخرطوم السبت الماضي.