قالت سول أمس إن بيونغ يانغ طلبت معونات في شكل كمية من الأرز والإسمنت وتجهيزات بناء، أياما بعد عرض سول مساعدة جارتها جراء الفيضانات التي ضربتها الشهر الماضي. ويأتي هذا الإعلان بعيد إفراج كوريا الشمالية أمس عن قارب صيد كوري جنوبي احتجزته مطلع الشهر الماضي وعلى متنه سبعة بحارة شرق شبه الجزيرة الكورية. وجاء طلب الأرز والإسمنت وتجهيزات ثقيلة تستعمل في البناء ردا على عرض تقدم به الصليب الأحمر الكوري الجنوبي لتقديم مساعدة بقيمة 10 مليارات وونز (8.3 ملايين دولار) بعد الفيضانات التي شهدتها البلاد. وأغرق الشهر الماضي فيضان نهر شمال غرب البلاد أراضي زراعية ومنازل ومباني حكومية في مدينة سينوجو والمناطق المحاذية لها. وتحدثت وسائل إعلام محلية عن أضرار كبيرة. ويخشى مراقبون شماليون أن تفاقم الفيضانات نقص الغذاء في البلاد. وأوضحت بيونغ يانغ في رسالة أعلن عنها المتحدث باسم وزارة الوحدة شون هاي سونغ “إذا أراد الجنوب إرسال مساعدة بعد الفيضانات، فمن الأفضل أن تكون المساعدة تجهيزات ضرورية للبناء مع كميات من الأرز”. وأضاف المتحدث أن سول تدرس الطلب الكوري الشمالي. وكانت كوريا الجنوبية قد رفضت السماح بإرسال معونات من الأرز قبل سنتين ونصف، عندما تولى الرئيس لي ميونغ باك منصب الرئاسة وربط المساعدة بالتقدم في المساعي لنزع أسلحة بيونغ يانغ النووية. وكانت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية قد أعلنت أمس الإفراج عن قارب الصيد “دايسونغ 55” وعلى متنه سبعة بحارة هم أربعة كوريين جنوبيين وثلاثة صينيين، وذلك بعد احتجازه حينما كان يبحر -على ما يبدو- قرب المنطقة الاقتصادية الحصرية لكوريا الشمالية، حسب خفر السواحل الكوريين الجنوبيين. وقالت الوكالة إن ما حصل “شكل تعديا لا يغتفر على سيادة كوريا الشمالية، غير أنه تقرر إعادة القارب وطاقمه إلى كوريا الجنوبية لأسباب إنسانية ولأن الأمر يتعلق بمواطنينا”. واستجابت كوريا الشمالية بذلك لطلب الصليب الأحمر الكوري الجنوبي “بالتصرف برحمة وتركهم يعودون إلى ديارهم”. وأكد أفراد الطاقم من جانبهم أنهم “لن يعودوا إلى اقتراف مثل هذه الأفعال”، بحسب الوكالة. وأدى احتجاز هذا القارب إلى توتير الأجواء المشحونة أصلا بين الكوريتين منذ غرق بارجة كورية جنوبية بطوربيد تقول سول إنه كوري شمالي. واحتجز القارب بينما كانت كوريا الجنوبية تنهي مناورات بحرية قرب المنطقة الحدودية مع جارتها الشمالية.