حينما تذكر مجلة المنهل فان أول مايذكر هو الأستاذ / عبدالقدوس الأنصاري رحمه الله الذي واجه الصعاب لصدورها واستمرارها منذ عام 1355ه. وقد ولد الأستاذ / عبدالقدوس الأنصاري رحمه الله في المدينةالمنورة عام 1324ه وتلقى تعليمه الأولي بالمسجد النبوي الشريف على يد الشيخ محمد الطيب الأنصاري – رحمه الله- فحفظ القرآن الكريم والتحق بعدها بالمدرسة الأهلية الأولى طالبا بقسم ( العلوم الشرعية ) فحصل على شهادتها عام 1349ه.عاصر جيل الرواد من أدباء ومثقفي المدينةالمنورة من خلال انضمامه لجماعة (نادي الحفل الأدبي) التي كانت تشكل المنتدى الأدبي لأدباء المدينة من أمثال السيد أحمد الخياري وأحمد رضا حوحو وغيرهم في أوائل الستينيات من القرن الهجري الرابع عشر بدأ حياته العملية موظفا بديوان إمارة المدينة المنوَّرة ومتنقلا بين أروقته متقلدا عدة وظائف الى أن صدر الأمر الملكي من الملك عبدالعزيز - رحمه الله- إلى سمو نائبه في الحجاز آنذاك الأمير فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله بنقل الشيخ / عبدالقدوس الأنصاري رحمه الله إلى رئاسة تحرير جريدة أم القرى بمكة المكرمة رئيساً لتحريرها. ونقل بأمر سمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز نائب الملك إلى ديوان سموه ليتقلد عدة وظائف حتى تقاعده. عين عضواً بمجلس المعارف في عهد تولي الشيخ محمد بن نافع رحمه الله إدارة المعارف العامة وفي انتخابات جامعة الدول العربية انتخب الأستاذ / عبدالقدوس الأنصاري رحمه الله رئيساً للجنة المصطلحات الطبية العربية التابعة للجامعة بمكة المكرمة.انتدبه الملك عبدالعزيز رحمه الله إلى الرياض لتنظيم شؤون التابعيات والإِحصاء والإِقامة على رأس هيئةٍ مختارةٍ من مختلف الوزارات والدوائر الرئيسية.شارك في مؤتمر الأدباء السعوديين الأول الذي عقد عام 1394 ه ببحث تحت عنوان “ الملك عبدالعزيز في مرآة الشعر” وتم انتخابه كواحد من روّاد الأدب السعودي فحاز على الميدالية الذهبية من جامعة الملك عبدالعزيز تقديرا لريادته الأدبية مع براءتها الرسميةوبالعودة إلى مجلة المنهل التي أنشاها عام 1355ه نجد أنه عانى بسببها الكثير خاصة حينما توقفت عن الصدور عدة سنوات بأمر حكومي نتيجة فقدان الورق خلال الحرب العالمية الثانية. ويعتبر الأستاذ / عبدالقدوس الأنصاري رحمه الله أحد أبرز رواد الرواية السعودية وكانت روايته “ التوأمان “ الصادرة عام 1349ه أول عمل روائي يصدر في المملكة وفقا لما أجمع عليه الباحثون. وان كان الأستاذ / عبدالقدوس الأنصاري رحمه الله أحد رواد الرواية السعودية فانه أول من وثق تاريخ المدينةالمنورة وآثارها في كتابه “ آثار المدينةالمنورة “ الذي صدر عام 1353 ه له مجموعة شعرية بعنوان (الأنصاريات) صدرت في بيروت عام 1384ه ومن أبرز مؤلفاته كتاب “تاريخ مدينة جدة”، و“بناة العلم في الحجاز الحديث”، و“بين التاريخ والآثار”، و“بنو سليم”، وديوان “الأنصاريات” إضافة إلى عدة مؤلفات لم تطبع قام برحلاتٍ أثريةٍ خارج وداخل المملكة ونشر ثمار تلك الرحلات في مجلة المنهل في أجزاء خاصة. له عدة مؤلفات لم تطبع بعد توفي في الثاني والعشرون من شهر جمادى الآخرة عام 1403 ه رحمه الله